مُقتطفات من شِعر جورج شحادة

قبل البدء : خلفَ الورودِ , لا قرود

هناك طفلٌ معذَّبُ العينيْن

*

الشَعْرُ , عمرُ الحبّ

مثلُ الخمر , يسيل بين الأصابع

أذكري , أذكري زهور الأرض

كان الخجل يحمل رأسكِ في حقيبة

ألفُ انهيار كان يطبع قدميكِ

أنتِ الآن هناك في الأعالي , فوق الرابية

حيث ينصب القمرُ أرغناته العملاقة الباردة

ترتعش الأشجار ارتعاشَ

قناديل البحر

بيدَ انك لا تؤمنين بصرخات الطبيعةِ , تلك

لو استطاعتِ الجبالُ أن تلمسَ الهواء

و أن تنضمَّ , عبره إلى ركْبِ الفصول

لسرْتِ حقًّا على الدرْب السماء

إنه لارتعاشٌ , في سن العشرين

أن يرى الإنسان عينيْه في ماء النساء

تبرّجتِ الغرفة كما يتبرَّجُ البحر

سحقنا صمتُ الأعشاشِ الرهيب

خلطَ الليل عمريْنا

كعصفورين يطيران معاً , منسحقيْن

تحت صمت الأعشاش الرهيب

يا نغماً تترنم به حجارةُ الجزر

*

من قال أنني أملك في خزانتي

مالاً أفتل به رأس بنت الهوى ؟

الرأس لا يُجدي

في الحبّ , الأقدام تجدي

تخطوا بنا خطوة

*

هناك بساتين لم يعدْ لها بلد

تعيش منفردة برفقة الماء

تقطعها حمائم , زرقاء , لا أعشاش لها

لكنَّ القمر فيها بريق من السعادة

فيها طفل يذكر فوضى كبيرة واضحة الطابع

*

يا حبيبتي

عيوننا زرقاء كعيون السجناء

إنما الأحلام تبعد أجسادنا

حين نتمدد نصبح سماءان في الماء

و يكون الكلام غيابنا الوحيد

أشعار جورج شحادة – ترجمة متري وهبه – مراجعة وجيه البعيني – عويدات- بيروت – 1988

Poésies II

(1948)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى