وطن الحزن والرحمة
بيني وبينك كم هو يائس!
كم هو موجوع!
وكم هو يتوجع بؤساً بيننا!
الكثير من الأذى من أجل الحقيقة.
الكثير من الدمار!
لم يبق إلا القليل جداً من أجل البقاء.
أين نذهب من هنا!
صوتك يتدلي في غضب؛
على إمتداد البرد المتيبس من ماضينا!
كم من الوقت سيستغرق الصوت ليصل إلى الآخر
في هذا الوطن الحامل للنزيف بيننا!
في البدء كانت الرؤية!
رؤية لأزمنة ملأت الرأس بالرماد!
لا هواء ولا لبلاب .
والآن أضيف الكلام للرؤية
والعين تغرق في جروح الغضب
أقبض على تدفق أمواج اللغة من جمجمتها العارية الناعمة
و أصغ..
أه أصغ..
الأصوات
كل الأصوات في الأرض
معمدة بمقاطع الدم والإنتماء!
هذا البلد ينتمي إلى أصوات أولئك الذين يعيشون فيه
هذا المشهد يكمن تحت أقدام نهاية قصص الزعفران والعنبر،
النصال و الندى،
القش والأذيّ!
أقف بلا كلام
من أين ستأتي الكلمات الآن!
لنا نحن الظالمون
المترددون
نحن الذين شقنا مرتعشون ومرضي
في هذا الفضاء الصامت من الماضى “الافركاني”
ماذا سيقول أحدنا للأخر؟
ماذا سنفعل بحق الحجيم بعار الهياكل العظيمة
أصول الرماد والخجل؟
ضمير الوطن يختفي كورقة في الظلام!
نحمل الموت!
في آلااف الأشباح المشروخة،
متضررة ومنكوبة!
نحمل الموت ويلتصق بفمه على قلوبنا
يمتص ويئن!
كيف أغرت الكراهية الضوء في بشرتنا
والضوء يعرف أننا نحمل الموت،
الموت الذي يشبهنا
أحشائنا السوداء ممتلئة به!
طيات من الحبر الأسود
نحمل الموت الى البيوت،
ولغة بلا رحمة،
وفجأة كل شئ فيها تفوح منه رائحة العنف
رسخ الموت صماماته بلا آسف في لغتنا!
نعم، الموت الدقيق الذي لا يعرف الكلل .