أول فتى أحببته لم يرني عارية قط- كان هناك دائمًا والدٌ سيعود للمنزل خلال نصف ساعة- وأخ صغير في الحجرة المجاورة.
دائمًا؛ جسد وافر ووقت أقل مما يسمح بالكشف عنه.
عوضًا عن جسد كامل، منحته كتفي، ومرفقي، ودواخل ركبتي – أعطيته زواياي وحوافي، الأجزاء التي استطيع تحمل منحها – الأجزاء التي أحاول إخفاءها منذ افترقنا.
لم يطلب أكثر أبدًا.
وفي المقابل، أعطاني رموشه وقفاه وأصابعه– أمسكنا كل جزء وكأنه حبة خوخ ستنهرس إن لم نكن حذرين.
أما المساحات التي لم يرها قط، تلك التي أطلق عليها والديّ “أجزاء خاصة” حين كنت صغيرة بما يكفي لتتماشى مع هواجسي وفكرتي عن نفسي في حوض الاستحمام- ثأرت لنفسي بأن سلمتها جميعًا.
لا يوجد سر لم أخبره به، ولا لحظة لم أشاركه إياها- لم نكبر، بل نمونا داخل بعضنا، مثل لبلاب، يدفع بعضه بعضا نحو دائرة الكمال.
تبادلنا القبلات بأفواه مفتوحة، تنفست زفيره وتنفس شهيقي- كان بإمكاننا العيش تحت الماء أو في الفضاء الخارجي، فقط على الهواء المتبادل بيننا.
تهجينا الحب: ع – ط – ا – ء، لم أرغب أبدًا في إخفاء جسدي عنه- لو كان بيدي لمنحته إياه كاملًا- لم أكن أعرف أنه ممكن.
في بعض الليالي، أستيقظ وأعرف أنه يعاني الأرق، إنه على الجانب الآخر من العالم، بين ذراعي امرأة سواي – فرقتنا السنوات مثل بذور هندباء – تدفع بأطرافنا، التي خلقت فقط لتناسب بعضها، تحت الرمال.
في جوف الليل يشرب من زجاجة، ينظر في ساعته الرقمية، إنها الخامسة فجرًا- يندس بين الأغطية محاولًا الاسترخاء، أنتظره لأنام.. لكن أولًا أنطوي على هيئة مرفق وركبة، رغبة في الحصول على ما كان لي قبل أن نفترق.
.