حديقة الشلالات ، أشجار عالية تصنع ظلاً على الدوام
لا أحد هنا هدوء تام مع بعض الزقزقات
الأرض تغطيها الحشائش والماء
يختلط بها فتُخرج رائحة قد خُلقَّت خصيصاً لجمع الذكريات الحُلوة
، الخروج من البوابات كخروجنا من الجنة
ومواجهة الحرمان ،
القُبح بكل أشكالُه وأصحابُه ،
إضطراب وتحوُل مفاجئ لا دواء له ،
شكوك وكراهية ،
نبحث جميعاً عن غطاء ،
عن ساتر ، عن ملاءة ،
كي نُداري ونحجب طبيعتنا وطبائعنا البريئة ،
على البواباتِ نُلقي آخر تحية صافية بإبتسامة صادقة ،
حينئذ نترُك تاريخنا ببساطة للحُراس ،
وننسى أو نتناسى ،
نرتدي الأقنعة ،
نختلس النظرات نحو الماضي ،
لم نعد نملُك شيئاً ، نتنكَّر وننكِّر ،
لا تلتفتي إلى الوراء ،
لا تقتربي وابتعدي ،
لا تلتصقي ولا تلتصق ،
علينا إحترام المسافات ،
لا تعود لفعلتك ، لخطيئتك ،
إذهب بعيداً ،
إمضي بخُطى سريعة ،
حاول أن لا تجعلهم يلتفتون أو ينتبهون إليك ،
إهرب ، لا تكُن فوضوي ، وأصبر ،
إصفعها كي تُثبت للعالم أنك طاهر ،
حتى لا تُثير شكوكهم وشكوك سيدهُم ،
قُم بركلِها بقوة أمامهم ،
ولا تعر إهتماماً بالآهات والدموع إذا زاد الخطر ،
مُصيباً الجنين الذي لم يتشكل بعد حتى الموت ،
وكأنكَّ لا تعرف ..