بعد القتيل الخمسين والجريح المائة والعشرين
كانت الأخبار عن من يليهم مثل ذباب ،
حتى أنها ليست هي ذباب الأموات ، المنضغطة
على زجاج الشبابيك وعلى الشِباك
.
فقط حدَثٌ غير عادي نحو مثلاً-
الطفل ابن الثمانية أشهر الذي وجهه
غربال من مطاط منخوب أو العربي البالغ
الذي ضُرب حتى الموت بعد أن كان قد مات
مرتين وثلاثًا . فقط حدثٌ كهذا
يجعل الخبر عنه شيئًا ذا بال
مثل زنبور غاضب أو نحلة ما سُرّي عنها
يرسمان دوائرٍ مكسورة من حول الرأس
.
إلى أن فجأة ، في يوم ربيع خماسيني ،
جلس يهودي مع أبناء العائلة على مائدة العشاء
ويمتلِيء البيت ، وكأنه من نفسه ، بذ بيّـبات
مئات الذبابات الصغيرة
على آنية الطعام وفي الطعام في العينين
في الأذنين وعلى الوجه
.
حتى لو سد الإنسان كل فتحاته بالتمام
أنّى له أن يتذوق ، وأنّى له أن يلذ
إلى أن تعود الريح وتهب من الغرب .
*
ترجمة : د . فاروق مواسي
مصدر القصائد المختارة : بيد من حديد ( بالعبرية ) – شعر الاحتجاج بالعبرية بين 1984 – 2004
اللوحة: ديلاور عُمر