أتأمــل
لا أكتب
***
ثمــة باب مقفل أمام الصغير..
أشرَعتـْه الكتابـة
***
بالنشيد.. لا بالعصا أو الشبكة
حاولت إقناع الفراشة بالتوقّف
***
طيران على حافة الخوف..
رسالةُ الحبّ الأولى
***
قصيدتك الأولى، لم يقتنعوا أنها لك
صاحبهم.. كيف يمكن أن يطـير؟!
***
بقدميك.. لم تكن قادرًا على اللحاق بالطيــور
بالكلمات سبقتَها!
***
حرية الأشياء التي تكتب عنها
حريتها أن تعيشها
حرية الأشياء أن تتحرّر أكثر بعد كتابتك عنها
***
أمام فوهـة المسدس ينتصب الرأس
تكتب بكامل روحك
كما لو أنك مُقبل على الانتحـار
***
حـرية النص، خارج المصير الذي ستؤول إليه ككاتب
بسبب حرية النّصّ نفسـها
***
حرية القارئ: سِــعةُ النــص
***
لا أخاف أحدًا
مثلما أخاف الذين يكرهون الأغاني الجميلة
***
أن تكتب
يعني: أنك بحاجـة للتجربة أولا
ولكن.. من قال إن العيش مسموح؟!
***
خصــرُك الذي لـي
دائماً.. تحفّ بـه الشـرطـة
***
رغم كل التّغيرات التي قد تطرأ على أحد الأنظمــة
تظل القاعدة:
(خيارُكم في الجاهليــة.. خيـارُكم في الإســلام)
***
ديمقــراطية عربيـة ؟!
قبلها: حصّتـُكَ من الهـواء تكفي لأن تعيش
بعدها: حصّتُكَ من الهـواء تكفي لأن تصمت
***
لم أجد شارعا واحداً
يتسـعُ لمـرور الروح!
***
لكل ديمقراطيـة سقفها في عالمنا العربي
بعض السقوف، يتيح لك أن تسير على أربع
بعضها، أن تسير وأنت محني الظهر
وأعـلاها لا يتيح لك أن تسير
إلّا وأنت محنيّ الرأس
***
التّرهيب قمـعٌ
والتّرغيـب أيضـاً
***
ورقــةٌ بيضاء.. قلم بسيط..
وأنت بكامـلك هنـــا
بأدوات الإنتاج المتواضعة هذه، ستعمل الكثير
– حريـةٌ لا تَوصف –
***
الكلمـــاتُ كالخـبز،
أهمّيتهـا في وقتهـا..
حين نكون بحاجة إليـها
***
قصائد هلاميــة تـدّعي الحـريةَ
كطيـور مُحـنّطــة!
***
بنصف روحــكَ
لا تستطيع أن تكتبَ
الأدب الذي نحتـاج
***
يتقدّم الكاتب.. ويتقدّم
طالما ليست هنـاك ثغرة في ضمـيره
***
الذين ابتلعوا نصـفَ ألسِـنَتَهم أيام القمع
ابتلعوها كلّها (أيام الحـرية!)
***
كـل قصيــدة
محــاولة لاستعادة حفنة هواء مسروقة منك
***
العَـلَم.. والنشيد الوطني
وحـدهما لا يستطيعان أن يُكَـوّنا دولة
كاللغـة التي مهما كانت جميلة
لا تستطيع وحدها أن تكون قصيــدة!
***
الكُـتّاب الذين خـافوا أصبحوا كَـتَبـة
***
المنفى في أفضل حالاته:
رحْـمٌ بـارد!
***
الجرأةُ فنيــاً
ألا تترك لقارئك فرصـة
لتَـوَقّـعِ ما سيكون عليه كتابك القادم!
الجرأة أن تهزّ ثوابتـه.. ويحبـك أكثر
***
الإبداع الحقيقي
يشقّ الجمهور في البداية.. ليوحّده أخيراً
***
القصيدة التي تعود معك للبيت
بعد الأمسـية.. قصيدة بائسـة
***
فـي اليــوميّ: قتيـــل
في الكتابــةِ: شـاهد
***
ليس الكِتاب الجريء هو الكتاب البذيء أو الهجّاء
الجرأة: أن توغل أكثر في تلك القارة السابعة
التي تُسمى: الإنسـان
***
حرّيتك المتحققة في عملك السابق
قيـدٌ يتربـّص بعملك القادم
***
نعبر النهر، فنشمّر عن سيقاننـا
في الكتابة.. نُشمر عن روحنا
***
الحريـة ،
ليست الإنطلاق بعيداً عن العالم
الحريـة ، حُلولٌ فيـه
***
العمل الإبداعي: تحريض
يدفعك لأن تتأمل ضد حالة الغيبوبة
يدفعك لأن ترى ضـد عماك
يدفعـك باتجاه الرقص متمرداً على أطرافك المشلولة
يدفعك إلى الخروج على بــلادة الحياة اليومية
لإزالة ذلك الصـدأ العالق بقامة الروح
***
الكتابــةُ كالنهر
يتسرب في الأرض.. يتصاعــد للسماء
يقطع مناطق شاسعة فيرقّ ويهدأ
يندفع في انعطافات مرهقة مجنونـة
أو شلالات جبــارة
حريته أن يصل البحر، لا أن يضيع في الصحراء
-آه يا قلب القارئ –
***
لا شيء أسوأ من القمع
سوى الديمقراطية المزيّفة
***
تبدو التعدديـة أحياناً
هي التصريح لأكثر من طرف واحد لكي يسرقك!
***
لكلّ عمـل ابداعي حقيقي
قانونه الداخلي الخاص
***
على الناقد أن يبني القواعد ليهدمها الكاتب
الناقــد الحقيقي، هــو الذي يطير قلبه فرحًا بذلك
***
حتى الشكل والمضمون
ليسا هما القصيدة أو الرواية أو القصـة في آخر الأمر
***
الوعي بالشكل
وعـي بالمضمـون
***
حــتى قواعـد الأبنيـة،
علـى أهميتها
تعيشُ هنالك في الظلام!
***
أُنقّبُ في داخلي لأعثر عليّ
أنقب في داخلك لأُكمل الصـورة
***
أنـا هناك.. هناك دائمـاً
بأسماء أخرى وأرواح كثيرة
***
نتحدث كثيراً
ولكن الأهم: ما الذي نعنيــه
نعرف الكثير.. ولكن الأهم: كيف نكتبـه
……
السّـرد أهم الأبطال
***
في النهاية لا يهم كيف ولِدتْ الرواية
السؤال: هل ستعيش؟
***
أتبعثر حـين أعيش
أتجمّـع حين أكتُب
***
في محاولة لتفسير سبب الأريج
نقول: محاولةُ الوردةِ لتجسيد الموسيقى
في محاولة لتفسير سبب وجود الموسيقى
نقول: محاولةُ الإنسان الخالدة كي يرى الروح
***
كنتُ ذات يوم طفـلاً.. وهذا يدهشني
كنتُ ولم أزل.. وهذا يدهشني أكثر
***
أية جنـة سنحلم بها في الجنة
بعد أن نُضيّع الأرض؟!
***
ليس ثمة تحفّظ لديّ في أن أتعلم من الناقد
ويجب ألا يكون لديه تحفظ يمنعه
من أن يتعلّم مني
***
الطغــاة
لا يستـوردون ضحايـاهم!
***
الذي يترك الآخرين يسقون زهور حديقته
لا يستطيع أن يرى، أبدًا، تفتّـح الأزهـار فيها
***
الضوء الباهر يُعمي كالعتمة
وأكثر
***
في الأصل، لا فرق بين اثنين
يحملان الفكرة ذاتها
لا فرق بين مائة يحملون الفكرة ذاتها
لكن واحدا منهم يغدو آخر الأمر رمز الفكرة
لأنه دافع عنها أكثر من المائة
***
كل حرب جديدة هدفها دفعنـا
للاعتراف بنتائـج الحرب التي سبقتها
***
نقد العالم هو ابن الكتـابة
في السخرية كثير من الكرامة!
ففي وقت يتحتّم فيه عليك أن تبكي.. تبدأ بالضحك
في السخرية شيء من الحفاظ على الكرامة الإنسانية
***
إذا نظرنا إلى النّمر باعتباره حيوانا جادًا
فكيف يمكن أن ننظر إلى العصفور؟!
***
على هامش الوطن ولِدتُ
وعلى هامش المنفى عشتُ
***
***
بينما كنا نتشرّبُ حكايات الأمهات والجدات
التي كنّ يقُدْننا فيها، وبها، نحو النوم
نستعيدُ هذه الحكايات في الكتابة،
في محاولةٍ منا لإيقاظ العالم!
مقاطع من شهادة نشرت للمرة الأولى في مجلة فصول، محور الأدب والحرية عام 1992، وتنشر في (كتاب الكتابة.. تلك هي الحياة، ذاك هو اللون)
المصدر: مجلة رُمان