في الرف الأخير من العالم، أجلس على هيئة صندوق عملاق، صندوق ممتلئ بالخوف: خائف من أن تتركني زوجتي، عندما يبدأ موسم الحصاد، ويبقى ابننا الوحيد حائرًا، متى يأكل جثتي؟ خائف من الموت الذي يجيء وقت الملل، ولا أعرف أين سأمارس لعبة التزلج وراء الموت.
خائف من أن تنتهي تذكرة العمر، دون أن أشاهد فيلمًا واحدًا داخل السينما، وخائف من أن يخفت ضوء الحب، في وجه المرأة التي لطالما شطبت الظلام من حولي.
في الرف الأخير من العالم، أجلس على هيئة صندوق عملاق، وتزدحم داخلي أسباب الخوف: أخاف أن أتحول من عازف تشيللو، إلى رجل بائس يحاول إيقاظ الموتى. أخاف أن يظل المقعد الأخير، في أمسية شعرية، فارغًا. أخاف فتح النوافذ في المنازل التي قررت أن تهرب من الحرب، داخل سكانها. أخاف أن يختفي الطابق الأربعين من كل بناية، وتذهب الحجرة رقم 308 إلى صفحات القصص الساذجة.
أخاف أن يصبح هذا الموت في مدينتي، مجرد سوء حظ “لماذا كانوا أسفل الطائرة، في هذا التوقيت بالذات؟.” أخاف أن نفقد النساء الجميلات دفعة واحدة، ويصرن في لوحات الغرق. انجبوا لنا كثيرًا من النساء، نحن التائهون بلا نساء. أخاف أن تسدل الستارة على ملامح المهرج، ونضحك.
في الرف الأخير من العالم، أجلس على هيئة صندوق عملاق، وكلي أصبح من الخوف: خائف من أظل وحدي، أقاتل أشباح الحياة وحدي، أعد طعام الظهيرة وحدي. وحدي أشاهد أفلام السبعينات، ووحدي أقول لشيرلي ماكلين :”علينا أن نكون هناك.”
في الرف الأخير من العالم، أنتظر وحدي صافرة الرب –معلنًا نهاية الوقت- دون خوف من الأشياء.