أضع القصيدة في جيبي
وأتنقّل برشاقة على أسلاك الكهرباء،
أغني همساً
أغانٍ فرنسية لا أعرف معناها،
أنصت لصدى صوت الملائكة
قادماً من جدران الكون،
مسمارٌ ضخم على الجدار
يحمل صورةً واسعة لضحايا هذا العالم،
وجهي كان ضمن الصورة؛
نجومٌ مدلاة من السقف
لم أستطع قطفها
نبشتُ ذاكرتي
وأخرجتُ منها أقماراً كثيرة
وشمساً كانت تسبب لي حمى دائمة،
أعزوها أحياناً لغيابك،
عدتُ لشرفتي
مددت موجةً فوقي وغفوت،
لا بحر بالقرب
لكني في كلّ صباح ألمح البحارة
بقبعاتهم البيضاء
يغنون ويغيبون بين أمواج الزحمة
لم أشهد عودتهم يوماً،
يقولون إن بحر دمشق يبتلع الجميع!
ألمح الصيادين يرمون صنانيرهم
يحاولون اصطياد الشمس،
أضحك عليهم
فالشمس غرقت منذ زمن،
إلى الآن أرى كوابيسَ
أنا الشاهدة الوحيدة على غرق الشمس،
بكيتها ليلةً طويلة؛
النوارس تزدحم حولي
تنتشلني من كوب الماء الذي في يدك
كلما شاهدت صورتك ….أغرق
وأبحث عن الشمس
الأسماك تسبح في ظلك الآتي من بعيد
.
.
نسمةٌ قوية تبتلع كلّ التفاصيل،
ترمي ظلك،
تكسر كأس الماء،
تقطّع أسلاك الكهرباء،
وتتركني عالقة فوق سريري
بصنارتين وكبكوبة صوف
أحاول أن اصنع مدينةً جديدة
تتسع لكل سكان الصورة.
من مجموعة “آخر سكّان دمشق”