بعدما أصابني الملل من الفيلسوفين (أشام) و (زينو)
في محادثة خاصّة عن القوسِ الطويل،
.
خرجتُ إلى المرج الفسيح.
مستلاً القوسَ المنحني من قصبٍ أصفر،
.
رميتُ سهماً فوق المنزل
وجرحتُ أخي.
.
ذرفَ أخي تلك الدموعَ السوداء الكبيرة
حتى إنهّا صبغت نصفَ شعرهِ بالسّواد.
.
لم يكن للفيلسوف (زينو) أدنى فكرة
عن السّهم الطائر في حالة السّكون،
.
ولأنني محرومٌ من تقنية الإرجاع
في التصوير، ومن رؤية الطلقة
التي تتجمّدُ فجأةً،
.
أغوتني تلك العينُ العنيدةُ،
محولةً إياي إلى حجرٍ واقفٍ.
.
لطالما أحرقت العيونُ الشريرةُ
المحاصيلَ، ولم يزبدُ البشرُ
.
بعد كلّ رمشةٍ منها.
كانت العينُ أعمق من (بحيرةِ الشبان)،
.
بل ضاهت، في حملقتها، الشمسَ في السّماء.
وهاهي تطيلُ التحديق، بكلّ حرية، في عينٍ أخرى.
*
ترجمة: د. عابد اسماعيل