أن تصبر على عواطفك هذا شيء،
و أن تحافظ عليها شيء آخر. ذلك
الخيط الرفيع
بين العواطف الملتهبة و الأزياء: يمكن له
أن يكون شكلا آخر للسيادة،
للتقارب. من يعلم إذا تحلزنت
المطرزات حول كل حلمة، كتلة صلبة تلتصق بالمشدات.
كل جرعة نبيذ سترفع من حرارة جسدها
و لمسة من الذهب
تستحيل إلى خيط يفر
من جلدها الداكن، ثم ينحصر في مكان
بين حبات لؤلؤية من العرق. هذه مصر
كما أعتقد : أهرامات،
مسلات،
و وادي الملوك، و حمالة أثداء واحدة ممزقة.
في نفس الوقت، الرومان
يبدعون في صناعة مخطوطاتهم،
و يملأونها بحبل طويل من الحروف:
واو،
من وداعا، ميم من مقدس ( مبارك )،
قاف،
طبعا، من قيصر، وبلا فراغات بينية،
كما لو أنها
لا متناهيات. حاول أوغستوس ذلك.
الجدال القديم: تعال للبيت، لدينا أخبار
كئيبة.
و لكن بالنسبة لأنطونيو لن تكون هناك إمبراطورية
مجزأة: يحلم بالمرأة الحبلى و هو يرقد
معها مجددا، الثياب على الأرض
كأنها أوهام عن مدينة نسيناها
تحت الرماد، و الجسدان كلاهما معا
كرة أخرى، متحدان، و تحت بصر روما.
و لأنها تنتهي، كما يقول فيرجيل، بدمار
المدينة، و سقوط الأبراج، و بـ
ديدو خيالية يسمح لها بالانتظار
على أبواب قرطاجنة في صيف حار جدا فإن حاملي المجاذيف
يتناسون رعبهم، و أسيستوس
يهبط عن العرش
قبل أن يتلف جلده، و إينياس يقع بالحب و يهاجر،
ثم تموت ديدو. أحب أن أتخيلها و هي تكتب
رسالة للمستقبل
عن الحب –
الحب الملتهب – و نيران التضحيات
مثل تلك التي تزينت بها مدينتها في أمسية منصرمة:
احذري من الرومان كي لا يصلوا
و يناموا معك،
يد واحدة و قلب ثقيل مقيد هناك
على شاكلة مسؤول حكومي يؤدي
قسم الولاء للمدينة. إنها تشعر بالعشيق و هو يلهو
بالـ
ـعناق ، لا شك أن كليوباترا تفكر،
هل كل شيء يجد حلا له بهذا
الوعظ البسيط
عن الفضيلة؟. خطوة واسعة واحدة
نحو الخلف، و تسمع إطلاق سراح
الكلاب المحتومة، القرون المسلحة
من الرأس و حتى أخمص القدم، و كما يقولون، رفع
سلة قصب يائسة من الأرض.
أحب أن أتخيلها و هي تلقي رداءها
بهدوء، ثم كوب نبيذها الثمين
لتفك بأناملها حمالة أثدائها من الخلف
و كأنها أفعى تناقش بحرا
من حرير لازوردي يباعد بينهما،
هنا الإمبراطوريات العظمى
تتصادم، وحراشف الظل الذهبية.