يمكنني الآن رؤية نفسي
بعد كلّ هذه الأيام واللّيالي الانتحارية
مدفوعا بي على الدواليب خارج إحدى تلك المنتجعات العقيمة
(هذا طبعا إن صرت مشهورا ومحظوظا)
من قبل ممرضة ساذجة وضَجِرَة
هناك أجلس متصلّبا على كرسيّ متحرّك
أعمى تقريبا، العينان تنقلبان إلى الوراء في الجزء المظلم من جمجمتي
باحثا
عن رحمة الموت.
”أليس يوما جميلا, سيّد بوكوفسكي؟”
آه، أجل، أجل.
يمرّ الأطفال من أمامي ولست موجودا حتّى
ومن حذوي تمرّ إمرأة
بأوراك كبيرة وساخنة
وأرداف دافئة وبكلّ شيء ضيّق وساخن
متضرّعة
لأن تُحَبْ
ولست موجودا حتّى.
“إنّها أولى خيوط الشمس التي تبزغ منذ ثلاث أيام، سيّد بوكوفسكي.”
آه، أجل، أجل.
هناك أجلس متصلّبا على كرسيّ متحرّك.
صرت أَبْيَضَ من صفحة هذه الورقة
شاحب
رحل العقل، رحل الرّهان، أنا، بوكوفسكي رحلت
” أليس يوما جميلا، سيّد بوكوفسكي؟”
“آه، أجل، أجل…” متبوّلا في بيجامتي واللّعاب يسيل من فمي.
بالجوار صبيّان من طلاب المدرسة يركضان
” هيه، أرأيت ذاك الرّجل العجوز؟”
“يا إلهي، أجل، لقد أثار اشمئزازي .”
إِذًا بعد كلّ التهديدات
أخيرا، أحدهم قام بالانتحار من أجلي
توقف الممرّضة الكرسيّ المتحرّك
تقطف وردة من شُجَيْرَة بالقرب
وتضعها في يدي
لا أعلم بذلك حتّى.
إنّها، قد تكون أيضا أيري
من أجل كلّ روائعه
التي قام بها.