1. دُبُر
يأكل الليل اللّونَ،
وباقاتُ الزّهرِ تفقدُ زُخرفَها الباطلَ.
ومثلَ سمكةٍ دُرّيةٍ يسقطُ في الأوراقِ النّهارُ
ويكافحُ، كالحمَأِ الصّاغرِ،
الأحلامَ التي لا شكلَ لها والأشجارَ
التي نمتْ خارجَ هذا اليأسِ الذابلِ الذي يسخرُ.
والفضاءُ الذي تَهرَّمَ
يداعبُ الأعشابَ هناكَ بقدميهِ.
والأصابعُ الملطّخةُ بقطرانِ السجائرِ
تمسّدُ العتمةَ المتلوّية.
ثمّ يتحرّكُ الناسُ.
2. ظهيرة
كبتلاتِ الزّهرِ ينهملُ المطرُ.
تهبطُ الحشراتُ ظلَّ الشجرةِ وقد ضربها ثِقَلٌ ثقيل.
محتشدةً عندَ ساريةِ الجدارِ، تتعقّبُ نسيمًا كليلًا-
الأصواتُ قتلتها الشمسُ، الأمواجُ.
يضعُ هيكلي العظميُّ زهورًا بيضاءَ فوقَهُ.
والسمكةُ تصعـدُ المنحـدرَ وقـد عطّلتهـا الأفكـارُ.
3. فَمٌ: يأكلُ اللّون
تُبدّلُ الفصولُ قفّازاتها
السّاعةُ الثّالثةُ
أثرُ الشّمسِ
أثرُ بتلاتِ زهرٍ تقبرُ الرصيفَ
ستارةٌ بيضاءُ وسوداءُ
عيونٌ غطّتها الغيومُ
ومساءٌ يغيبُ على بعضِ يومٍ لا يَعِدُ.
4. نشيد معتم
على البساطِ المتفتّحِ كلّهِ
بهدوءٍ وعلى مَهَلٍ
عربةٌ يجرّها حمارانِ.
وعلى الشارعِ حيث تحترقُ بتلاتُ الزهرةِ المختالةِ
ريشٌ مِن حريرٍ خضّبهُ غبارُ الطّلعِ.
وحيثُ أصابعُ قدميها تلمسُ
قوسُ قزحٍ أبيضُ يُرسَمُ.
5. ملاك المحيط
عاليًا يرنُّ المهدُ.
ويصبأُ أُملودُ،
كأنّهُ يشلحُ الرّيشَ.
أنتظرُ عودةَ النّائمينَ.
والموسيقى تسمُ الساعةَ البرّاقةَ.
أحاولُ الاحتجاجَ، رافعةً صوتي-
تجيءُ الأمواجُ فتمحوهُ منَ الخلفِ.
لقد كنتُ مهجورةً في المحيطِ.
6. سكّين صدئة
شفقٌ سديميٌّ أزرقُ يرتقي النافذةَ.
مصباحٌ يتدلّى كعنقِ امرأةٍ.
هواءٌ مُسْوَدٌ يتغلغلُ في الغرفةِ-ودثارٌ ينتشرُ.
الكتبُ، والحبرُ، والسكّينُ الصدئةٌ تلوحُ كأنها سوفَ تسرقُ الحياةَ بالتّدريجِ منّي.
وآنَ نخرَ كلُّ شيءٍ،
كانَ الليلُ للتوِّ في يدي.
7. محيط الذاكرة
بشعرٍ أشعث، وصدرٍ منتفخ، تهيمُ امرأةٌ مجنونةٌ على وجهها.
حشدٌ من كلماتٍ بيضاءَ يتكسّرُ على المحيطِ الغسقيِّ.
أكورديون مهشمٌّ،
وحصانٌ أبيضُ وحصانٌ أسودُ يندفعانِ مهتاجينِ فوقَهُ، ويزبدانِ