سأعطيكَ أكثرَ مما أردْتَ
ولكن ترجّلْ
إذا كنتَ حقاً أميرَ الغناءِ ترجّلْ
وغنّ لسيدةٍ في الثلاثينَ من زهرِها
وتغزّلْ
بخَصرٍ يفسّرُ سِرَّ المضائقِ بين البحار
ونهدٍ مُدلّلْ..
لقد راودتْكَ التي أنتَ في بيتِها عن صِباكَ،
وقالتْ: تزمّلْ
بشَعري.. وغلّقتِ البابَ والشرفاتِ،
وقدّتْ حنينكَ من قُبُلٍ أنْ تعجَّلْ.
تعجَّلْ
ولا تصغِ إلا لثغرٍ يئنُّ
ولا تتنفسْ سوى الياسمينِ
ولا تنظُرنَّ إلى البدرِ إلا إذا صارَ أكملْ.
تشبّثْ بخِلخالِها ما استطعتَ
وعلِّقْ عليهِ ثلاثاً وعشرينَ شمساً تُضِئْ ليلَ عمرِكَ، وارحلْ
إلى ركبتَيها، وفُكَّ البراري
وحرِّرْ حصانَ الجنونِ المُكبَّلْ.
لقد راودتْكَ التي أنتَ في حِضنِها عن شفاهِكَ،
واستحلفتكَ تقبّلُها من جميعِ مساماتِها
ودَعتْكَ لأن تعتلي مخملَ الأبديّةِ، إن كنتَ تقْبلْ..
لقد أدركَتْكَ وكنتَ الأسيرَ
وقد حرّرتْكَ وصرتَ الأميرَ
وقد أدخلَتْكَ فراديسَها وأضاءتْ مداها
وقالتْ: تأمّلْ.
لقد غسلتْكَ بغيمِ الأنوثةِ
وامتدحتْكَ أمامَ النساء
وأعْدَتْ لهنَّ السكاكينَ، حتى إذا جئتَ
قطّعْنَ أحلامهُنَّ
وأيقَنَّ أنّ الغوايةَ وعدٌ مؤجّلْ.
ستعطيكَ أكثرَ مما أردتَ
ولكنْ ترجَّلْ
وقلْ: إنّ كعبَ حذائكِ شقّ عذابي
فلا تتركيني إذا الليلُ فاتَ
ولا تتركيني إذا الليلُ أقبلْ.
وقلْ: إنّ صدرَكِ بستانُ دِفلى
وقلْ: إنّ روحي ملاكٌ يحوّمُ حولَ سريرِكِ..
من أيّ شيءٍ ترى أنتَ تخجلْ؟
تغزّلْ بسيدةٍ في الثلاثينَ من سِحرِها
قد دعتْكَ إلى سِرِّها:
يا أميرَ الغناء
تفضّلْ
تفضّلْ..