صرتُ زوجة الشعر – رنيم نزار

زواج قاصر


1.


‏تزوجتُ في التاسعة من عمري

كنتُ

بجسد نحيلٍ وبسمة وادعة

 وطفولةٍ

غابت بلا سابقِ إنذار 

2.

 انتظرت بفارغ الصبر والسلوان الجميل

 أن يكبر بطني بالأجنة

أُراقب كل شهر حصيلتي من الخيبة

 بدماءٍ على ملابس الأمل

لكن لم تصحُ أزهارُ رحمي

من السبات

3.


  تزوجت في العاشرة من عمري

 من رجلٍ آخر

 بعد وداع الحب

 الذي ضمر في قلبي

 بلا أبناء

كنت امرأة لرجلٍ كريمٍ

 يكره الصباح وإشراقةَ وجهي

 كل ذي فجرٍ

4.

 تزوجتُ في الثامنة عشر من عمري

 من رجلٍ شرسٍ

لا يحمل جسده قلب

 جائعًا لجسد صبية في عمر الفراشات

5.

   تزوجت في الخامسة والعشرينَ

 من رجلٍ نسيت قبله رجالي الكثر

 الأول كنت امرأة للحزنِ

  وزوجة ثانية للألمِ

 ثم ارتبطت بالندمِ

 حتى اقترنت مع زوج

 لن أعود بعدهُ خاسرةً ..

صرت زوجةَ

  الكريمِ، اللئيمِ، المحبِّ، الغاضبِ، المعطاءِ.. (الشِّعر!)‏.


نعش اللذة 

أُراقِب

الراقدات في الْمَقَابر

بين نعش اللَذَّة وجثث الذئاب

المهَترِئة حلماتهن من أطفال لا يشبعون

من رُجُولَة شرسَة

غابَت مع الرِّيح

السَاهِرَات

تحت ضَوْء العَتم المَرِير

الحُب الذي لا يعرف طَريق الوصول إِلَيْهِن

الاحتِواء الذي لا يعرف كيف يُنْصَب فَخّاخه

على مِلاَءات جَأَفت كحريق مرير

يَتَسَكع في شَوَارِع الْمَدِينَة

تحمل رذائلي عبئًا

يكبر بك الذَّنْب

على كتفك يثقل الجنون

رَذائِلُك كلها لجسدي

وكل الفُجور

بينما تقول لي كيف حالك!

تنفجِرُ بي الرَّغْبة لأن أَقْوَلَ

أريدُ أَن أَنضَجَ أَكْثَرَ

أريدُ أَن يطَأَ جسدي فمك

في يدك زجاجة الفودكا

بينما أنا لا يراني أحد..

لا يفتَّحَ البابَ الحنينُ

المُغفَّل

يقف خلف العَتم

ذَاكرة مِعصَم بابها لا يَمَسّها الغُيَّاب

أفلاذ مائك تكبر في رحمها

ولا تُخلق إلا الحب

غرفتي جدرانها لا تعرفك

وهكذا صدري

هكذا فرجها..


*نصوص: رنيم نزار
*من ديوان: حليب الغواية

زر الذهاب إلى الأعلى