بعد سنين
رأيتك اليوم من بعيدٍ
تسيرين،
ومن دون صوتٍ
انسابتْ إلى البحرِ
صفحةُ نهرٍ جليدي،
وفي كِمبرلاندَ
سقطتْ سنديانةٌ عجوزٌ
لم يكن فى غصونها
أكثرُ من حفنةٍ من الورق،
وعجوزٌ
تنثر الذرة لدجاجها
رفعتْ رأسها لبرهةٍ،
وفي الطرف الآخر
من المجرةِ
نجمةٌُ
يفوق حجمها حجم شمسنا
خمسا وثلاثين مرةً
انفجرتْ
وتلاشتْ
تاركةً بقعةً خضراءَ
على شبكيةِ عين الفلكيِّ
الذي اعتلى
قُبَّةَ قلبي الكبيرةَ المشرعةَ
وما كان ثمة أحدٌ
ليحكي له.
عيد ميلاد سعيد
جلستُ هذا المساءَ
بجانب شباكٍ مفتوحٍ
وقرأتُ إلى أن ذوى النورُ
وأمسى الكتابُ والظلامُ
شيئًا واحدًا.
ما كان أسهل أن أشعل مصباحًا
لكنني شئتُ أن أمتطي
النهارَ وحده إلى الليلِ
أن أجلس وحدي
أتحسس صفحةً تستحيل قراءتها
بشبح يدي الرمادي الشاحب.
انتقاء قارئة
أريدها أولا
أن تكون جميلة
تسير برفق إلى حيث يوجد شِعري
في أشد لحظات العصر وحدةً
وشعرها المبلول لا يزال بعد الحمام
ملتصقًا برقبتها
ويكون عليها معطفُ مطرٍ
قديمٌ
متسخٌ
لأن نقودها لا تكفي لأجر المغسلة.
ستخلع نظارتها
وتتصفح قصائدي في المكتبة
قبل أن تعيد الكتابَ إلى الرفِّ
وهي تقول لنفسها
“بمبلغ كهذا
أستطيع أن أرسل معطفي
إلى المغسلة”
وسوف تفعل.
*
ترجمة: أحمد شافعي