(مقطوعات)
*
أَدخِلْ بعد كل حساب حصادك المحروق.
وامضِ، بيدين مفتوحتين، ودمٍ جامد.
يبقى عائقٌ مجهولٌ في هذا الجسد المفصول،
طريقٌ في طريقي،
والابتهاج الأبحّ في الحيّز الجائع.
الضياء يؤثر السيولَ الجافّة،
الشفاهَ المتفتّقة…
إمضِ، البيت مرتّب،
تخرقه حربة الريح.
*
في المزرعة القديمة المبقورة
حيث سقط فانوسهما،
يجلس هو الى المائدة ويقطع الخبز،
وتبدأ هي تتألّم…
قِطَعٌ صغيرة من الحقيقة
تثقب صوتي دون أن تبذره،
ولكن بعيداً من الموت الملتفّ كالحلزون،
من أوراق الشجر الممغنطة الشرسة.
*
لسانَ الخبز الأسود والماء الصافي،
عندما يحرثك مِعزَقٌ
تنشط السماء.
ذراعانا العاشقتان تَسْودّان،
ذراعانا العاملتان تنعقدان.
ما يجب من القوّة تماماً
لأَرجحة جثّتينا المتعاقبتين
في الوادي
ومكتبتي من الحصى.
*
عنقك أخفض من الحجر،
جسدك أكثر عرياً
من هذه الطاولة من الغرانيت…
بدون صاعقة هدبٍ من أهدابكِ
هل كنتِ أصبحتِ العدوّ نفسه
الأملس واللايُدرك
في غبار الطريق
وذاكرة المجْلَدة؟
أيها الحب الوعْر، عدْ،
مَزِّق الجسد البصير.
*
الضيق ومنتجاته من السلال من زمنٍ بعيد،
وفجأةً ذلك الظل الذي يرقص على ذروة النار
كشعلةٍ أشدّ ظلمة.
ومن زمنٍ بعيد الأهوال وتنامي
روضةٍ مشتبه فيها بدلاً من سلاسلنا،
وفجأةً النحيب الساخط، المتراس الأخير،
والبيت المفتوح، الصعب المنال،
الذي تشيده النار وتصونه.
*
احتضارٌ عابثٌ، ومُدَوِّم،
امرأةٌ خائفةٌ من استعادة الشباب
تسقط فاقدة الوعي كي تثلج السماء.
أين أنتِ، يا صاعقةَ الغابة التائهة
التي يبشرونني بمجيئها،
– التي يجنّبونني لقاءها؟
المدعوّون يبتعدون تحت الأشجار.
أنا وحدي. ثمّة نجمة. نجمة ثانية.
أقرب أيضاً، وأشدّ ظلمة.
وتواطؤهما في الفتور
من أجل تسمير القلب.
*
يبقى النبضان الوحيد
لاحتضارٍ دقيق مُشتَهى
في الحدائق العليا المقفَلة.
تقطيعُ الضجّة الراعبة يحطّ من قدرك:
اختصرْ نهارك، ادفنْ أدواتك.
(من مجموعة: GRAVIR)
*
الترجمة: هنري فريد صعب