دائمًا ما كان يقول لي “جوي”
– ضاحكًا –
كما لو أنها مزحة بالفعل، أنه لطالما أراد أن ينتحر
لكن الوقت المناسب لم يأت أبدًا
كان هناك دائمًا بقالة ليشتريها، وأشقاء صغار ليرعاهم ليلًا
لا تقلق، لن يقتل جوي نفسه بعد عشرين ثانية من بداية القصيدة
هذا ليس نوع القصة التي أحكيها هنا.
حصل جوي على علاوة، الآن يستطيع شراء مضاد الاكتئاب
جوي الآن هو جو
جو محرك بارد، لا شكوى لأي جزء فيه
لو أزحنا المال من المعادلة
لكان جوي يرسم الأيائل على جدران الكهوف
ولأطعمه الناس وأبقوه بعيدًا عن الأماكن المرتفعة
أعتقد أن الجينات الفنية والمرض العقلي ليسا فقط على ارتباط وثيق
بل إنها الجينات نفسها
لكن، حاول أن تعلن هذا أمام محصل الفواتير.
كنا في السابعة عشر عندما اصطحبته لعروض حمقاء
وأنا أقود سيارة عائلية عمرها أكبر من كل منا.
كنا في السابعة عشر، واشتريت لجوي الغداء، أكثر مما لم أفعل.
كنا في السابعة عشر والمرة التي أراد فيها أن يحدثني عن الاكتئاب
كان أحدهم على مقربة منا، فطلبت منه أن يصمت، وسألته إذا كان بحاجة لبعض التغيير
تعرف تلك اللحظة، عندما يدرك بطل الرسوم المتحركة أنه خطا ثلاث خطوات داخل الهاوية
فينظر إلى الجمهور نظرة طويلة، قبل أن يسقط
هكذا بدا جوي، من دون سحابة الغبار
فقط، واصل ألعاب الفيديو لنصف ساعة، ثم عاد إلى المنزل.
مرة، ضبطته في مكتب والدي، محملقًا في الخزانة، حيث يعرف أننا نحتفظ بالأسلحة.
مرة أعاد طلاء سيارته على صورة جذع شجرة، دون أن يوضح الأسباب.
مرة في حصة الأحياء، رأيته محدقًا في المشرط كما لو كان يتمنى لو أنه الضفدع،
مفلطحًا، مشقوقًا بالكامل وصادقا للغاية.
هناك اختلاف واحد بيني وبينه
عندما ألقي القبض علينا، أموال الكفالة كانت في انتظاري في المخفر
عندما أجوع، آكل
عندما أردت أن أشق نفسي بحثًا عن مصدر الطنين، أخذني أبواي لمعالج نفسي
بإمكاني تحديد الجلسة التي أعادتني للعالم مرة أخرى
كانت تكلفة الجلسة الواحدة خمس وسبعين دولارًا
خمس وسبعون دولارًا هو ثمن بقالة لمدة أسبوعين
واشتراك في الحافلة لمدة شهر
ولا تساوي حتى ثمن حذاء مدرسي جديد
تطلب الأمر أسابيع منها، لأصل للجلسة التي أنقذت حياتي
كلانا كان لديه أهل يصدقونه عندما يقول إنه ليس على ما يرام
لكن أهلي كان باستطاعتهم فعل شيء حيال الأمر.
أتساءل كم عدد الأطفال مثل جوي
الذين أرادوا الموت
لكنهم في الحقيقة غير محظوظين بالقدر الكافي
الذي يمكنهم من انتزاعه بعيدًا.
أنا محظوظ جدًا لأنني لا أصف جنازة جوي الآن.
أنا محظوظ جدًا، عشنا جميعًا الشخص الذي كنا
لنصبح من عليه الآن.
أنا محظوظ جدًا
أنا جدًا.. محظوظ.
.
– ترجمة: ضي رحمي.