ما نصنعه في الهباء
من بيوتات وموسيقا
من اعشاش وشجيرات تنفرد بالشموخ
من تربةٍ تمحو خاطر اللحظات الصعبة
والارتحال الى السماوات عبر
الانكسار
لابد أن يصبح في يوم ما
حقيقة من رماد !
هكذا اخبرنا المجانين
في الحانة
حانة الهباء
حتى قرر أحدنا أنه سيحفر في جسده
ما يقول
فلم يجد سوى الرمل
يطغى
ولم يبقَ من المحاولة
سوى الجهد
فعلى ماذا سيتكئ الآخرون للمواصلة ؟!
لكنه مرة اخرى
قرر ان يكون بكل مافيه
مجرد علامة
لا تشير الى شيء
فقلنا له : بل انت تشير الى شيء
حتى وان قلت عكس ذلك !
فضحك
وضحكنا
ولم نتوقف عن صنع الهباء
منذ تلك اللحظة
فالخبز الذي نأكله
والشرب الذي نشربه
موجود في النظرة
واللمسة
والاحتياج
لكنه بلا طعم يا أصدقائي !
فقلت : إذن علينا أن نشرب الماء فقط
نعتاش على ما يشبهنا
في غيابه
ولا مرئيته الكثيفة
فليس هناك ما هو أثوب من أنفسنا
نهديها
الى عمنا الوجود
قبل أن يحرمنا من الهباء ايضا
ونعود الى الواقع …
لم يكترث احد لما قلت
وها نحن الآن
لا نضحك ولا نبكي
لا نعشق ولا نكره
لا نفعل شيئا سوى الامتعاظ
ثم نشرب الويسكي
فنتحدث عن السعادة بطلاقة
وعن النساء
فتقتسم وجوهنا الحيرة
والتعب
عن الحدائق
فنصمت !
لماذا نتجول في العالم
ونكتشف الأشياء
بينما نحن
محنطون خلف الزجاج ؟
يزورنا السيّاح كل يوم
كل يوم
كل يوم
حتى اننا نفتقدُ أن يبقى احدنا سرًا
نتباهى به
أمام المجهول .
…………
خاص_انطولوجي