أحبُّ أن أقرأ قصائدي لشخصين أو ثلاثة لا أكثر
أن يُحنوا رؤوسهم قليلاً
لكي يتلذذوا بنبرتها المنخفضة
ويلتقطوا الاستعارات المدفونة فيها
أن يبدو المشهد وكأننا نتبادل نخب صداقة حميمة
وأنني بدلاً من قراءة القصائد أُقطّرُ كلماتِها في آذانهم
كأنهم يتلقّون مخدّراً مضاداً للأرق فينعسون ويميلون أكثر عليّ
فأبدو كمن يربّت على أكتافهم
ويمسّد على رؤوسهم
وأنني في الحقيقة
لا أقرأ شعراً
بل أحرك شفتيّ فقط
مردداً تعويذة صامتة
تكفي لكي أميلَ أنا أيضاً إليهم
وأغرقَ
مغمضَ العينين
في بحيرة نومهم.
256 أقل من دقيقة