خافيير أوكيندو – الأشجار وشعرها المستعار

أشخاص:
بلدان:
anguilaine gris et rouge 1983.jpgLarge خافيير أوكيندو - الأشجار وشعرها المستعار
anguilaine-gris-et-rouge-
1983
Albert Bitran

زمن الأبناء

.. إلى خاءاتي

(1)
في عمق الريح
تسكن الملائكة
التي تشبه ريحاً أخرى
تجتمع بهواء عادي
وتشكل ألوان النسائم
التي يراها الأبناء،
نعتقد نحن أنها الريح.
لكنها الملائكة التي سقطت
وهي تلعب دور الريح.

(2)
انظر يا بُني
ثمة ملاكٌ رقيق
يود اللعب مع لهب عينيك.
بل إن كائنات جديدة ظهرت
وهي ليست ألعاب البيت
ولا تلك التي وجدناها على أغصان الأشجار.
لا تتأخر كثيراً معهم
فأنت لا تملك جناحين
لتداري بَردَ دهشتك.

(3)
إنه الصمت الآن.
الصمت ليلاً الآن.
ابني ينامُ معي
والصمت يجتاح أضواء المدينة.
وهكذا نرى الأضواء داخل الصمت
والطفل يستيقظ ويرى الصمت المحيطَ به
وينام
كالمدينة
والليل.

(4)
إنهم الأم والأب
والأبناء المولودون في دهاليز السنين.
وهذه الأرائك وهذه الزينة والبلور
هذه الأخشاب وهذه الكتب، إنه البيت.
البيت هو الأبناء الذين يقرؤون كتبنا
والكتب التي تَصنع أبناءً من الأبناء.
والوسائد والبطانيات التي ينامون عليها
كل دمى الحيوانات مع القصص التي قرأها الأبناء
والتي تتحول لحقيقة في هذا البيت.
هي ابن البيتِ وبيتُ الابن.

(من ديوان “ناجون من غرق السفينة”، 2005)

■ ■ ■

عن كيفية التوازن في حياة الضمير المُفرد المتكلم

أنا، نعم. أردتُ أن أحبّ أكثر
الأشجار وشَعرها المستعار،
هياكل البحار
الأجساد.
نعم، أردت أن يقبلوني، أن يعضّوا بواطني.
أريد أن أشمّ رائحة البوملي والخس والأعشاب.
أريد أن تأخذني الريح
فريسةً خاضعة لها
لخطوطها الدقيقة،
للحظتها.
أردت كل شيء بإصرار
ودوماً على أية حال.

لكن ما أنجزته كان
المزيد من القراءة
المزيد من الخل
المزيد من الماضي
مددت جسدي للأمام، إلى ما كان أولاً
إلى قاعة “الأشخاص المهمّين جداً” حيث لا تدخل الشمس.

بحثتُ عن الدفء،
لكن، لم يكن هناك سوى جهاز تدفئة مهجور.

(من ديوان “عن ماهيَّة الهواء”، 2014)

■ ■ ■

ما يُقال حين تود قول شيءٍ، وبدلاً من أن تقول “ذلك” تقول “هذا”

أن نبحث
كي نصبح أكثر بقليل.
أن نتماسك،
أن تلوك أفواهُنا.
ماذا علينا أن نختار في إقامتنا:
الخروج أم البقاء منتفخين في كلّ ما هو هواء؟
مواجهة البحر أم الانتظار؟

ماذا يمكن أن نعرف، أن نقول للآخرين،
أن تختارَ عدستنا.
ماذا يمكن أن تَختبِر الأذن
علينا أن نصرخ
أن نصمت
أن نخضع.
أين رحل ذوو الرغبة؟
لم يبق هنا إلا هذا
وهو غارق في النوم

(من ديوان “ماهيّة الهواء”، 2014)

ترجمة : غدير أبو سنينة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى