تحت شجرِ الزَّيـزفون التركيِّ المُـزهـرِ
على حـوافي المَرج المُعـشَـوشِـبِ ،
تـتنفّس الببغاواتُ بهدوء في مواقعها المتأرجحة ،
وقد هـزّها الحنينُ إلى أوكارها ،
فأخذت تفـكِّـر في أوطانـها
التي ، وإنْ لـمْ تَـقعْ أعينـُها عليها ، لا تتـغيَّر .
غُـرَبـاءُ في هذه الخضرةِ المتـزاحمة كموكب استعراض ،
تتـباهى وتـتعالى وتشـعر أنَّـها فوق الجميع .
وفي مناقيرهـا الثمينة المصنوعة من اليَـشْمِ واليَـشَبِ
تعـلـك شيئاً رمادياً وتقـذفـه بعيداً ،
لأنها لا تستـسيغ طعمَـه .
.
ومن تحتها تلـتـقط الطيورُ الحَـزانى مـا قَـذَفـتْه ،
بينـما تنحني الببغاواتُ الساخراتُ من فوقها انحناءةَ استهزاءٍ .
وبين كلتـيْهـما تفرغ أواني الطعام سريعاً ،
وتـبدأ بالـتأرجح مرةً أخرى وتـنـامُ وتراقبُ ،
وبألسُـنها السّـودِ التي تـنطق الكَـذِبَ عن طيب خاطر،
تـعبث بسلاسل الأغلال في أرجلها . تنـتظر المشاهدين .
*
ترجمة : د. بهجت عباس