(1)
أنا الغجرية المهذبة.
لي جناحان من دخان ثقيل؛
مثل وشوم على ظهري،
أنشرهما، وأرفرف..
كما ترفرف ورقتان من قلب ديوان
كأنني يمامة، أرفرف؛
وأكاد أن أرتفع
ككيس أبيض فارغ،
هرب من السوق.
ظن لوهلة أنه ملكٌ كريم.
أرفرف ..
وأشعر بأنني أطير.
أرفرف ..
وأهمس لنفسي:
إيكاروس وابن فرناس لم يكونا ببراعتي!
أرفرف ..
فلماذا مازلت في غرفتي؟
(2)
أنا عاصفة،
تحلم بأشجار تعانقها.
بعيدة هي الغابات.
موغلة هي الطرقات.
رائعة هي أحلامي.
وليس لي أقدام
لأكمل هذا الكفاح المتكسر.
المسيرة حلم.
أنا أحلم ..
والطريق كابوس لا تنتهي.
أنا أحلم ..
لا تيقظوني!
(3)
أنا أغنية
تتوق لمستمع طيب.
على أرضي البيضاء،
ينام أطفال أفكاري:
كسرب عصافير مرهقة.
أصواتكم
شظايا من نار.
تنادونني: ألم تكوني معنا؟
(4)
أنا مطر خفيف
يكره المظلات السوداء.
هل في كتفيك متسع لعناقاتي؟
(5)
أنا أرض خضراء.
اخلعوا أحذيتكم،
وكونوا خفيفين:
لا تدهسوا زهور الحواف!
ماء الغدو مالي
في رحلتي الرمادية إلى العودة.
اشربوا ماشئتم،
أنا لن أعود.
(6)
أنا خوف
يرتعد شوقا
إلى الشطآن.
هاتي ملحي،
أنا آلاف من الغرقى.
(7)
أرتب ألوان رايتي:
من قاتم إلى أغمق.
كأنني أستعد للتسمر على جدار متحف.
وهذا الخنجر الفضي شفتاكِ
أوجاع من اليقظة – –
فانظري في عيني، واطعنيني،
كي أكمل حياتي.
.
سالي علي