في المدينةِ الباردة
النّساءُ وحدهن مَن يشعرن بالبردِ
هنَّ لا يعرفنَ كيف يحتفظنَ بالشمسِ في قلوبهنَّ
الرجالُ يشعرون بالدفء على كلّ حال.
بين حينٍ وآخر يمرُّ بالمدينةِ شاعرٌ
يحملُ في قصائدهِ
الشَّمس ..
والمدفأة
حتَّى الحطب اللازم للتَّدفئةِ .. يحملهُ
ويمكنه أيضاً..
تغيير قلوب النّساء الباردة، بقلوبٍ دافئة وطازجة!
ذاكرة المدينة تنكر مرور شعراء بِها
لكنَّ النّساء يتذكرنَ جيداً ..
أنه منذ شتاءاتٍ عديدة بتوقيتِ تجمد قلوبهنّ
كانَ يجلسُ في المدينةِ شاعرُ تلتفُ حوله كلُّ النساءِ
يبتسم لهنّ
ويتلو عليهنَّ القصائد
فيشعرن بالدفِء !
كان ذاهبًا على أية حالٍ
رجل الشّمس لا تناسبه الأماكن الباردة
هنَّ يعرفن ذلك
ومع ذلك بكينه بشدة في غيابه.
كلُّ النّساء عاد شعورهنَّ بالبرد
إلا واحدةً..
كانت تغني دافئة !
وحدها
سرقت من فمه الشَّمس
وزرعت في قلبهِ وردة ..!!