عبرَ المطرِ الجليديّ الكثيفِ تلكَ الليلة، كانت ساحةُ البوليفار أشدّ إشراقاً، رجلٌ أسمرُ شابٌّ بوجهٍ أزرقَ. أَمِن البردِ؟ من نارٍ داخليةٍ تندلعُ من الكحولِ؟
لكن حذاءَهُ الضخمَ امتلأَ بالماءِ وهو يتسكّعُ حولَ مصابيحِ الشارعِ. كانَ مثارَ فرحِ البناتِ وتَرحِهم. فيا لهُ من انفعالٍ ثقيلٍ! ومَن يرغبُ أن يأخذَهُ.
يا أهلَ الشارعِ الذين يعيشون هذهِ الحياةَ القاسيةَ ولا يرغبون أقلّ، لا أفهمكُم! فأنا أحبّ الدفءَ، الراحةَ، والسكينةَ.
يا مَن يزدَرون، تُخيفُونني!