آه للدُّروبِ التي لا عابر لها
آه للبلادِ التي لا شاعر بها
آه للنّهار الذي لا صومَ فيه
آه للطُّرُقِ المليئة بقطاع الطُّرُق
آه للرّيح التي لا تحملُ النبيذ
آه لشجيراتِ السَّرو المنهارة
آه للسَّيفِ الذي ، دون أيِّ رحمة ،
يحزُّ مكان القُبُلاتِ في الرقبة
آه للظّلّ الذي بدون أيِّ وجهة
يتماوجُ فوق ميناءِ الآلام
آه لنقصكَ أنت.. آه لنقصي أنا
آه للشُّعلةِ الأخيرة
الّتي تُقاتلُ الرّيح والرّماد
فموقدُ اللّيل لم يَشتَعلْ
من أجنحةِ الفراشةِ المرفرفة
آه من النَّهار
الّذي لا بحر فيه
آه من الغُرُوب
الذي يستحضرُ الموت
آه من المئةِ ثُقب
في طيّات ذلك القميص
أمطِرْ يا خير البارحة
على محرقة الذَّات
فهذا المأتمُ الّذي لا خمر فيه
أصبح خالياً من الهيام
ارقُصي يا سيّدة الأشباح
تمايلي يا سيّدة الأشباح
ما بين النُّطقِ والرُّقُود
ما بين البقاءِ والرَّحيل