أولئك الذين كانوا واقفين
قرب الشجرة الوحيدة في الشارع
لم ينتبهوا لشيء
هي ذي العاصفة تقترب الآن ،
قالت العرافة العجوز
التي كانت تجلس متنكرة
في محطة القطار
كانت هناك طيور ملونة
تسقط ميتة
فوق سطوح المنازل
بينما الرجال منهمكون
في إصلاح الأطباق الهوائية
لنَقْل وقائع العالم السفلي
أما الحارس الليلي
فقد كان يئنّ من الألم
في عرزاله الخشبي
بعد معركة البارحة
مع الغيلان
وسرعان ما شاع الخبر
بأن الراقصة الشابة
كانت ميتة في سريرها
منذ زمن بعيد
وقيل إن لحى العابرين قد طالت
بعد الإضراب الطويل للحلاقين
وفي المدينة نفق سحري
مَنْ يَجْتَزْهُ يكتشف
المعنى الحقيقيّ للسعادة
وفي الطرف الأقصى
من الشارع المقابل
كان المدرس الأبكم
يرى من نافذة الفصل
أشخاصاً عُراةً
هاربين من الجحيم
والحركات التي كان يقوم بها
بكلتا يديه
كانت تعني
بلغة الإشارة :
هيهات! هيهات !
——————————————-
( من مجموعتي: طبول من حجر)