تَـنعِـق الغِـربانُ
وتَعـطِـفُ بـدوران سـريع صَـوبَ المديـنة:
سيتسـاقط الـثَّـلـجُ حـالاً.-
سعـيدٌ ذلك الـذي لا يـزال- لـه وطـن!
.
الآنَ تـقـفُ أنتَ مُـتَخشَّـباً،
تـنـظـرُ إلى الوراء، آه! كم من الـوقت مضى عليك!
ماذا؟ هـل أنتَ أحـمـقُ
هـربتَ مـن الشِّـتاء إلى الدّ ُنـيا؟
.
الدّ ُنـيا – مَنـفـذٌ
إلى ألـفِ صحـراءَ خـرساءَ وبـاردةٍ!
الذي خسَـرَ
مـا خَسَرتَ، لا يَحُـطّ ُالرِّحالَ
في أيِّ مكانٍ.
.
الآنَ تَـقِـفُ شـاحـباً،
تطاردك لعنـةُ رِحْـلةِ الشِّتـاء،
مـثـلَ الدُّخـانِ،
الذي يبحث دومـاً عن سمـاواتٍ أكثـرَ بُـرُودَةً.
.
حَـلِّـقْ، يـا طـيرُ، مقَـعـقِـعـاً
أُغنـيـتُـكَ في نَغـماتِ طَـيْـرِ الصَّحارى!-
أَخْـفِ، يـا مجـنونُ،
قـلـبَـكَ الدّامـيَ في ثلـجٍ وازدراء!
.
الغِـربانُ تَـنـعِـقُ
وتَعـطِـفُ بدوران سـريـعٍ صّـوْبَ المديـنة:
وسيتَسـاقـط الثّـلـجُ حـالاً،-
الويـلُ لمـن لا وطـنَ لـه!
*
ترجمة : د. بهجت عباس