في أرض العزلة،
كلاب تعوي دون صوت. حامية ترغي أنيابها على جلودها يشرّ منها الصدأ.
كلابٌ عيونها الأزقّة الغافلة في ليل السراديب النحيلة.
كلابٌ، على كلّ حيطان الحارة أسماؤها بالوحل.
أصلاً من شجرة العائلة لا يخرج إلا دود. يطفر على الطرق، يقفُ أمام باب كلّ بيتٍ وينادي على صاحبه باسمه كما هو في الهوية.
في أرض العزلة،
غرابٌ يحوم على غراب.
في أرض العزلة
لا يطلعُ شجرٌ ولا ينزل مطر. حتى القمر تخطفه جارتنا البشعة وتربطه بشعيرات فرجها النتن.
لذلك فقط عندما تفتح ساقيها تنوّر الحارة، يفوح المسك والزيزفون وعود الريحان الأبيض.
في أرض العزلة،
كلابٌ تحتلّ ردهات البيوت الخاليةِ ليلاً. تمدّد بطونها الخاوية على غبار البلاط، تمغّط أغناقها ثمّ تعوي بالمقلوب وهي تعدّ أسماء أصحابها المتخمين تتدلى كروشهم على نوافذهم.