تَشابكنا مثل نارٍ وخشبٍ (شذرات) – حسين بهيش

1

أحتاج امرأةً كلاسيكيّة
من عصر الدراهمِ
تشيّد لي قفصًا
فأفتح في القفص باباً مشرّعاً إلى الأبد.


2

قلبي بين يديكِ كلعبةِ طفل
تلاعبينه، يضحك
تُناغينه، ينام.


3

استقِرّ أيّها النيزَك العابر
من نجمة إلى أخرى،
استقِرّ أيّها الجُرح العائم
في محيط لا تحطُ عليه ذكرى.


4

أشحذُ الأماني
قصوراً من الرغبات
أرسمُ تلاً من الحرمان
تنفخهُ الريح متى تشاء
ويسحبه الشاطئ متى يشاء.


5

تشابكنا مثل نار وخشب
كانَ احتراقاً
وكُنتِ مرآتي
وأنا أشاهد نفسي بعينيك كائنًا سماوياً.


6

أريدكِ نبتة تنمو على تربة قبري
وتكبرُ تحت ظل شاهدي
وهذا يكفي
لشاعرٍ خاسرٍ مثلي، بلا تاريخ
ليكن ظلكِ تاريخي.


7

ترحلين مع ضياع الصدفةِ
تأتين مع ضياء الحسرةِ
تشبهين دولاب الهواء
وأرقّ الساعات
وحفر الإسفلت
والظرف المختوم بالشمع الأحمر.


8

أنتِ مرهم القصائد المغمورة
ووميض الأرواح البريئة التي تحلّقُ في الفضاء
وشرارة النفير الأخير،
تهبطين من السماوات
وفي قبضتكِ أغنية مجهولة المعنى
تنطفئين فيذوب الكون في ظلام،
تدوخ المجرَّات، تزدحم المسافات
وينطفئ كلُّ شيء.


9

يحتاجُ الشاعر مساحة روحيَّة شاسعة
ومتسعاً من الفراغ
ليكتب كلمة دافئة
فالشاعر حطبٌ
نشيدٌ مدرسيٌ هو
وصرخة ذاتٍ
لا تشبعُ من الأنانية أبدًا.


*نصوص: حسين بهيش

زر الذهاب إلى الأعلى