يزرعُ التاريخ أم يحصده؟ – إحسان المدني

وأعرفكَ يا الله 

بالقرآن،

والسوّر،

والتأريخ، 

تمنح العراقيَّ لونه الأبيض الأسود الرمادي 

فلا ألوانَ لنا

نحن الغرقى 

في مياه الفراتِ

والطينِ

والأوبئة.

لا ألوانَ لنا

نحن الهلكى 

بين المنازلِ 

والشوارعِ 

والأسرّة.

العراقي في حزنه الأقصى

لا يدري

أيزرع التاريخَ

أم يحصده؟ 

أيحرقه، أم ينثر فيه

قلبًا عربيًا،

طازجًا صغيرًا،

كبيرًا حكيمًا، 

أم تقضي عليه الغربان الطائرة؟

أعرفكَ

إلها عراقيًا،

أو عربيًا، 

شرقيًا أم غربيًا،

تمنح العراقيَّ جهاتِه الأربعة،

كرخًا ورصافةً،

عاصمةً وخيزران،

ونهرين كبيرين 

يسيل منهما وجعُ الملائكة.

حينما أبحث عنك

يمكنكَ أن تكون عصفورًا،

يمكن للمدن أن تُحيكَ لك جناحين،

منقارًا للمقاومة،

وساقين طويلتين.

يمكنكَ أن تحطَّ على شجرة رمان كبيرة، 

وبينما تذكر خساراتكَ

تتساقط الأسماء حبةً حبة،

تتساقط حمراءَ حلوةً بسكّر جرحكَ.

يمكنكَ أن تدورَ حول أعمدة الكهرباء،

على مقابض الأبواب، 

وشرفات النوافذ،

غير أنكَ لن تعرفَ لون مكانكَ القديم.

يمكنكَ أن تحاولَ، 

وأن تمارسَ المواصلة على سبيل التجربة، 

لكنكَ ستظل هكذا، 

دائرًا حول أشجار الرمّان، 

وأشكال المنازل، 

باحثًا عن لونٍ واحد، 

ناسيًا أن العصافير رحالة

لا ألوانَ لها.

گوهر

أأنتِ الآن في خشبٍ أملس؟ 

أتلقّاكِ ملكان، أربع، أم قافلة؟

الموتُ كذبةُ الشعراء، 

والموتُ كذبتكِ، 

الموتُ فضيلتكِ التي تبغين.

الدمعُ مالحٌ

ووحدكِ الآن 

بين ملكين، أو أكثر، في خشبٍ أملس 

أتضحكين؟ أم تتوردين؟ 

أيمنحكِ الحبّ باقة انتظاره؟ 

والاعتذارات المنسية بعد ألف عام؟ 

ماذا والقلق؟.. 

صراخ في ليل خانقين، 

مذ أن مرّ النحيبُ، مذ أن تلاشى.

گوهر، 

طويلُ الطريق مرارةُ وصوله، 

قصيره التفاتة الأحفاد، 

وتلكم الجدارن وحيدة، يئنّها سريرٌ محمول، 

لستُ أدريه، أين؟ 

مستطيل الفراغِ شمعته تضيء، 

مربع الوحشةِ سقوطٌ يموء، 

كان رأسكِ

كان رأسكِ

هنا.. كان أنينكِ الطويل.

العشرون

إنني أموتُ

فأين الترابُ؟

وماءُ زمزمَ، تسقيه تراتيلُ الأمومةِ

على ترابِ الكوفةِ.

أين مربع في الأرض ومتران،

بأربعة أضلاع،

تسّاقط ملائكةً آخرين

وأعمالًا صالحة.

أين الأصدقاء؟

يأتون من بلاد البردِ

لأرض عليّ، والمنارة، 

يشيعون العويلَ؛ 

منقضيًا،

سرعان ما يبدأ.

أموتُ

فأين قلبي؛ لوعة العشرين

نبضةً أولى، لا تموت.

فأين شِّعري، باكيًا ينمو

ناميًا ينشج

آتيًا

آتيًا

والعويل.

أين الشفاعة

 والعشرون نبضة أخيرة؛

وحدها أبدا

تؤلم بحرارة.

زر الذهاب إلى الأعلى