شارع النحر – حسين بهيش

رأيتكِ في المنام مثلَ عروسةٍ

تُقَشِّرين حزني بيديكِ الآسرتين مثلَ تفاحة 

آه لو تعودين لأرمي هذا الحب 

كلَّ هذا الحب الذي أحمله على ظهري 

مثلَ قاطرة

في شارع النحر 

أرميه وأجري فيهِ مثلَ السُكارى   

في هذا الشارعِ سطحٌ واحد 

واستدارتين

مفتاح الضياع يبدأ من هنا 

والطريقُ جميلٌ ناعمٌ

هناك دكانٌ لبيع الحلوى 

وآخر يقطر ما لذ وطاب 

من هناك اشتريتُ موتاً يشبهُ القطن 

أُحبكِ 

يا شارع الدفء الذي لطالما أهداني قصائدي

رحلتِ مثلَ غيمة رطبة 

في غير أوانها كأنَّها تغتال المواسم 

وتضرب الفصول عرض الحائط 

قالوا عائدة 

قلتُ لا لن تعود 

لأنني أعرفُ الراحلين 

من المشيةِ والاستدارة 

مختومٌ على ظهورهم ذلك

والراحلون رحلوا بأرواحهم فقط 

إذن لماذا روحي متشبثة بكِ 

وذلك من صعاب العشق 

أن تُحب بروحكَ 

لأن هذا الجزء من جسدكَ باقي 

هذه أعراف السماء  

التي جعلت من القلم أثر نيزك 

ومن السهولِ هضابًا 

ومن العطر الزكي ينابيع حرير 

ومن فطرٍ صغيرٍ في جسدكِ .. شارعٌ 

أُحبكِ 

والمرايا تعرفُ ذلك

بل تشهدُ أيضاً 

أن شعركِ الطويل صار سحابة 

يغطي هذا الضياع 

و قطرة مطرٍ لا تُمسك 

تمنيت أن أتقن جميع المواهب 

لأرسمكِ 

لأعزف لكِ 

لأكتب لكِ 

لأنحت لكِ تمثال حُب 

لأزرعكِ في قلبي دوارة شمس.


*نص: حسين بهيش

زر الذهاب إلى الأعلى