نشيد وثلاثة أسئلة – أمجد ناصر

الكلامُّ فضَّةٌ
والشعر ذهبٌ
والنساءُ رنينُ معدنين
والقصائدُ لغتُنا من الآن فصاعداً،
لنبدأها إذن دونما استعارات أو تهويلٍ
ولننظر إلى الأشياء الحيَّة بيننا
بكثيرٍ من التبجيل.
وليكن النشيدُ احتفالاً بالرضا
والمسرات المقتصرة على الرّعاة
أولئكَ الذين
تبعثرت أحانُهم ورائحةُ آباطهم
بين الشعاب والهشيم السائب
ومضوا إلى غير رجعةٍ.

**

هل نهتفُ في بوق الفضّة:
كيف يحيا الرّعاةُ دونما أغانٍ
وحملانٍ
وغوايات؟
بل سنهتفُ:
كيف يكونُ ثمة رعاةٌ بلا مهارٍ وناياتٍ
وجروحٍ لا تندمل؟

**

الكلامُ فضَّةٌ
والشعرُ ذهبٌ
والنساءُ رنين المعدنين
والقصائدُ لغتنا من الآن فصاعداً.
إذن
لنكرِّسها للذين مضوا إلى غير رجعةٍ.
إلى:
رعاة الغبشِ المنمنمِ
والتهاليلِ المرتدية ثيابَ العرسِ
النسوة اللائي غوينَ أشرسَ الوعول ِ
وأثرنَ شبقَ النحاسِ
الأعشابِ ذات الفصلِ الواحد والآبار المردومة
العُقبان والكواسر الليلية وأصنافِ فصيلة النمر العربي
الصنوج والسنابك وأحلاس الغزوات
المطرَّزة بدماء القبائل.
صيحات الفتيان الذين لم يفرغوا من
تطبيع مِهَارِهمْ
رحيلِ أقوامٍ بأكملها من المضارب
إلى لجامِ الحديد.

وأبعد من ذلك،
حين تفاجئُنا النايات المهشَّمةُ
والعظامُ النخرةُ
والقبائلُ البائدة بثلاثةِ أسئلة محددةٍ:

كم مضى من الدهر؟
-هل اندملت الجروح القديمة؟
-ما هي الأسماء التي ما تزال صالحة للتداول؟
بماذا نجيب؟
هل نكتفي بالقول:
الكلامُ فضَّةٌ
والشعرُ ذهبٌ
والنساءُ رنين المعدنين
والقصائد لغتنا من الآن فصاعداً؟

هَلمّوا أيها الرعاةُ إلى قِصاعِنا العامرةِ
لنشرع بالتهاليل.

نص: أمجد ناصر
من ديوان: مديح لمقهى آخر

زر الذهاب إلى الأعلى