أستيقظ وحدي صباحاً، تسمح نافذتي لخيوط الشمس بالعبور نحو وجهي، أغمضُ عيناي، وأقول في نفسي؛ كم كنت سأكون محظوظاً لو أنني لم أستيقظ. تلدغني عقارب الساعة بصوتها، وكم أتمنى لو أنه بمقدوري تحطيمها.
الوقت يمضي، أتثائب، وأشعر أن هذا الجسد لا يمكنه النهوض. ألعن العمل الذي يذكرني دائماً بعبوديتي. أقول لنفسي، إن كل معاناتك بسيطة، تصور، طلقة واحدة فقط في رأسك تنهي كل شيء.
آه، لكنني لا أملك سلاح، وأخاف الانتحار شنقاً أو وحدي في حوض الاستحمام. أفكر الآن فيما لو أحببتُ امرأة مكتئبة وبادلتني الحب، كيف ستكون حياتي ؟ أتخيلها امرأة ترفع أصبعها الأوسط للعالم وتلعن كل شيء. امرأة تشبه الوردة عندما تذبل، جسدها هزيل مثل قلب مراهق، وملامحها هادئة مثل شخص نائم، وأسفل عينيها سنوات طويلة من البكاء والأرق. امرأة عندما أستيقظ، أجدها مستيقظة مثلي، وتحدق في الفراغ، ذلك الفراغ المثير، الذي يشبه العدم.
أتخيلنا نجلسُ على طاولة واحدة، وننظر طويلاً في الطعام حتى يبرد، ونحسده لأنه مجرد طعام. نأكل ببطء شديد، ونشعر بالملل. أتخيلها وهي تتكور في حضني، تبكي بشدة، ولا أسألها مالسبب، لأنني أشاركها البكاء. أنها متعبة مثلي، لهذا نشعر بالراحة عندما نتعانق. تقبّلني، أقبّلها، وننام معاً.
نستيقظُ بعد ساعتين، لأننا رأينا نفس الكابوس، تقول لي أنها سئمت من الكوابيس، وأقول لها أن الحياة هي الكابوس الوحيد الذي أتمنى الاستيقاظ منه. نحاول النوم، لكن النوم يهرب منا، وكم نود لو أننا نستطيع الهرب مثله. نظرت في عيني بشهوة، ثم مررت يدها على صدري بهدوء، وكانت تنزلها شيئًا فشيئًا، حتى قالت لي بمكر “لقب نلت منه”. أستلقت عليّ، وبدأت تقبّلني، كانت أنفاسها حارة ومثيرة، همست في أذني “ضاجعني” فأضاجعها.
وبعد إن نال كل منّا لذته، استلقت بجانبي مجددًا وتأوهنا. قالت لي أنها تشعر بالتوهج، وقلت لها أنا كذلك، لهذا يجب أن نفعلها الآن، لا تسألني مالذي سوف نفعله، لأنها تعلم جيدًا مالذي أقصده.
نقفزُ من السرير، ونذهب بسرعة إلى الحمام، تعطيني موس الحلاقة، وأنا أملأ حوض الاستحمام بالماء الدافئ. ننغمس فيه. تضع ساقيها على فخذاي، وتضحك. وبخوف وبرغبةٍ شديدة، أحك يدي بالموس، فتفور دمائنا في الحوض وتختلطُ ببعضها. عندها، أنتبهتُ أن ما أخافه، قد تحقق، الموت وحيدًا في حوض الاستحمام.