محاولةُ حائط للتعبير عن قلقه
حائطٌ
يتقشّر،
……ذاك وجهي
……في الشتاء
……قلِقًا
……يتأمّل البحر.
هل يرى السائرون في خيال الميناء
وجهًا
بعينين مفقوشتين
يتخثّر سوادُهما الرجراج
على هيئة طلاء،
……ذاك حائطٌ
……في الشتاء
……حطّ عليه رجلٌ قلِق،
……تأمّل البحر…
………….وراح
***
هاوية
الهاوية
أمان البيت،
لم أركض إليها مثل طائرةٍ على أهبة الإقلاع
لأطرق الباب.
مخضوضًا بالذكريات
أقتحم حافّتي
وأهوي
………….أنا
…………….وقلبي المنخلع
……………….وأثاث جسدي المتطاير
………..نصغي
………..لأوبرا الريح…
***
العالم
يقف
مثل مخبول
على الرصيف
في انتظار أوّل سيّارة أجرة
تأخذه
إلى يوم القيامة.
***
تذكرة عودة
ليلةٌ مفقوءة العينين
وذراعُ سكران
ترك رأسه في الحانة
على سبيل الإكراميّة،
هذا كلّ ما أحتاجه
لأقطع الشارع المؤدّي إلى الوطن
***
فكرة البيت
أقيم في فكرة البيت أكثرَ من البيت نفسه
ويعجبني
أنّ غرفة النوم واسعة مثل صحراء،
وأنّ سريري سرابٌ مزدوج.
***
كلاب أليفة
إنّهم فتيةٌ عرفتُهم
هربوا من بيوتهم مطعونين بظلم ذوي القربى
وأووا إلى كهفٍ في حُلْم كلب
وناموا طويلًا…
كانت أرواحهم الشاحبة
تسيل في شوارع الليل وتتناسخ
حتى صاروا كلابًا أليفة
مرعوبةً
من فكرة الاستيقاظ
***
قميص
– أيَّ قميصٍ تلبسه في السكينة؟
– في السكينة لا أرتدي غير جلدي القديم
أتذْكرُهُ؟
لا أظنّك تعرفني فيه
فما زال منذ اتّسع الخرق على الخريطة
معلَّقًا في الخزانة
حتى صار بلونِ المقبرة،
لا السكينةُ زارت
ولا اهتديتُ إلى بيتها.