يدي نهر آبق
كلماتي الأشجار المتوحدة
وآلهتي أنفاس الغابة
لا أزال طفلا يحلم أنْ يصير كوكب الأرض بحجم الكرة ليركله بعيدا..
لا يزال قلبي يركب بحار الحائر
يرى معجزات الماء حين يشتعل نبضه الحربي
لذلك يغرق عميقا
وقبل أنْ تبصره عين الموت المخيفة
يتذكر خياله الأخضر الوارف
فينجو..
لا أزال هدفا لقناصة الفناء
أُلدَغ..
يتوقف قلبي..
أسقط في هاوية المرض..
وأجيد النجاة لأنني ابن زوبعة من سلالة أمازيغي جنوبي نسيته السماء يوم كانت توزّع الأمطار على الأماكن والقلوب..
فاكتفى بحظه من التنقيب في جسد الرمل عن ثدي ماء منسي لا يزال يُرضع..
لا أزال أربي في صدري الشياطين
يؤنسني ضجيجها في هذا العراء
حيث الجلد البشري يُشوى على مهل-
لسنوات-وهو يرتكب الرحلة تحت شمس تعلو الرأس بشبر أو أقل…
العالم يفتقر إلى الرشد
إنه يسلك مفاوز الجنون
أخبرني الملاك المسؤول عن أحوال الطقس..
وأضاف:
“الاحتباس الحراري لم يكن متوقعا في كتاب القدر، الأمور تخرج عن سيطرتنا، يا إلهي؛ اكتشفوا وصفة خلق الغيم في أمريكا، بورصة غيماتنا ستفلس مع الوقت.
صدق أجدادي الملائكة حين اتهموا أباكم بالإفساد، أيتها القردة اللعينة كيف جعلت الكوكب منتشيا بماريخوانا الهذيان..”.
الزمن قديما
كان يسير على ريتمْ القوافل
لذلك خرج من قريش شعراء وأنبياء
لكنّ زمننا عدّاءٌ خطير
أسرع من الضوء حين يقنص الظلال..
عابث يقامر على المصائر ويخسر دوما..
ثم إن تمائم البيولوجيا فتحتْ كثيرا من مغاليق الدماغ
لذلك؛
صار الأنبياء يؤخذون إلى مصحة المجانين..
والشعراء يسجنون في بيت الحمق
أما المجانين المساكين فيُؤخذون إلى برد التشرّد الموحش..
من كان يتوقّع أن يتغوّل العلم
ويفترس الديانات جميعا..
ثم لا يترك منها إلا جسدا ممزّقا
بلا روح تمنحه جمرة الإرادة
ولا قوة تسقيه بسطة من العقل ليحيا
أكتب هذا وأضحك
خيالي الفاتن كبر وصار كائنا يوقد العجائب
ثم أبكي..
أدخّن ما شاءت الرئتان
وأنام في فراشٍ بارد في فكرتي العدمية..
170 دقيقة واحدة