ربة الليل
تُوقد الصدور
والكلمات
نبحث لها عن صلاة
او ترنيمة
او نشيد غائم
ولا نجد ,
نقلب الصخور
والدكك الخشبية
للمدارس
ونهد المدن
ونقذف الشوارع
بالموت
والحدائق الزهرية بالموت
والأطفال بالموت
والشيوخ بالموت
والموت بالموت
ولا نجد أثراً منها ,
شيطانة النجوم
الجريئة
تتمهل أمام
عينيها
قبل إلتهام
لحمها الوحشيّ المخلوق
من السراب
وتشرب دمائها المحفوظة
بزجاجات العطور
ومسام الجلد المدهون بشهوة
ما بين الخيال والحقيقة
ويبقي لك عِند الفجر الناريّ
عِظامها
علي هيئة حروف
تتبخر مع الندى
وتسقط مع الأمطار
لتأكل الملح
والوجوه الخارجة للتو من المطابع ,
يا إبنة الوادي
واللوتس النهريّ
والمراكب القمريّة ,
يا صاحبة
شمس الصباح الساطع
الذي يُضىء لنا البيوت الطينية القديمة
والأيام
نبحث لك عن صلاة مثله ,
عن غواية ما تتقبلينها كما تقبلها
صاحبك ,
نبحث لك عن معبد،
عن شئ آخر تحلين به
وتصرخين طويلاً
في وجه النهار المقيت
حتي نهاية الأصوات والنور
والعتمة والصمت ,
يا ربة
أين صلاتك
أين نجد طرقاتك
التي مَشيّتِ بها
وحيدة
من غير أب وأم
سوي الله الحزين
وإبنه الذي لن
يعرفه أحد قط ,
كل هذا الضجيج
حول خطواتك
وخطواتنا ,
جميعاً نركض
بإتجاهات معاكسة ,
جميعاً نتقابل ولا ندري ,
كل هذه الكتب والآيات
والحروب والثورات والدارات
الإلكترونية والصواريخ عابرة الكواكب
وأشعار الملاحم التي تُكسر الأرواح
داخل العيون ,
كل هذه التأملات المسائية لفضاءات داخل المنازل
وخارجها
ولازلنا لم نجد
صلاة ولا ترنيمة
ولا نشيد غائم
غير إسم مفقود في كلمة
وجسد مكبل
بجسد
223 دقيقة واحدة