رأسي الأسودُ
لم ينزلق من رَحمٍ
وإنما ؛ من مِدخنةٍ
****
كنتُ كلبا
قبل أن يقصُرَ لساني
وأُبَدِّل النُّباحَ الطويل ،
ضدَّ الوجود
بلُغةٍ قصيرةٍ
كحبلِ المِشنقة
****
لم أحلِق وجهي ، بيدي
مرَّة واحدةً
مخافةَ أن تسقُطَ
في حقلِ ألغام
****
يخرجُ الطَّائرُ الذي في الرَّأس
بطلقةٍ
في قفصِ الصَّدر
****
الصُّراخُ الذي قذفني
نحو الحياة
هو عينهُ
نفسُ الصُّراخ
****
ماذا تشتهي يا صديقي
سوى أن أكون صورتكَ
مُنعكِسةً ،
على وجهِ جُثَّةٍ
****
القمرُ على الضِّفةِ المُقابلة
ينامُ شاحبا
مثلَ شحَّاذٍ على الرَّصيف
****
المرأةُ التي أطعمتني
تفَّاحةَ الحُب
حتما ،
انتظرتني في الهاوية
لتزرعَ أظافرها
في الحنجرة
****
المرأةُ التي أرضعتني حليبها
لم تكن من خِرافِ الرَّب
وأنا ، حتما
لم أكُن وديعا
****
الغُرابُ الذي قصَّتِ الحكايةُ
جناحيه
صارَ بلا صوتٍ
ودمهُ ابيضَّ
من فرطِ النَّزْف
****
لملمتِ الشَّمسُ شعرها المتجعِّدَ
من الطُّرقِ
بعدما ، تعثرَّتِ بهِ
الجماجمُ
****
تناهى لي في حُلُمٍ
أني شجرةٌ
وحينَ أفقتُ
أبصرتني صليبا
****
اللَّوحةُ بعد الأخرى
تقتفي أثرَ الفُرشاةِ منزوعةً
من القِماش
****
القصيدةُ تلو الأخرى
تفتِّشُ عن أصابعَ
قضمتها الحروف
****
لي؛ أن أتلاشى مطرا على قرميدٍ ، تغسلُ فتاةُ الصُّبحِ فيهِ احتلامَ الأمسِ
لي؛ أن أتلاشى ذرَّة غُبارٍ تصعدُ من ” تبغ ” الفتيةِ المراهقين
لي؛ أن أتلاشى كبضائعَ مهرَّبةٍ في بُطونِ أراملَ
لي؛ أن أتلاشى ،
كورقةِ الشَّجرةِ الأخيرة
في كَفِّ الزَّوبعة!
الدار البيضاء
إلى فخري رطروط
العالمُ على ما يُرام :
الملوكُ على الجثت
الجنودُ في الشوارع
الفقهاءُ في غرفة النوم
الجواسيسُ في المطبخ
اللُّصوص في البرلمان
الجريمة في خبز الصباح
القتلُ في التلفيزيون
الانتصار في كتبِ التاريخ
الحبيبة في المرآة
الوجهُ في الزنزانة
الثورة في حظيرة البقر
الجميلات في الفايسبوك
الشعراء في المنفى
الأنبياء في السماء
ماركس في عُطلة
نيتشه في السجن
فرويد في مشفى مجانين
فوكو في أيام الايدز الأخيرة
دولوز رمى بنفسه من أعلى طابق
سيوران يدون انتحاره المؤجل
وأنا أرى العالم على ما يرام
من فُتحةِ المرحاض !