إضاعة الوقت، لأنَّ استثماره كارثة (شذرات) – علي العمري

وصايا لاكتشاف السعادة

(1)
البدءُ كلَّ صباحٍ بتراتيلَ تشبه النُّباح، وتلاوة آيات الختام على تخوم الليل في شكلِ عواء.

(2)
الجلوسُ ساكناً على قطعة بِساط أو حَصير، مُصغياً لأنفاسكَ تَعلو وتهبط، وقد تحجّرتَ كنصفِ تمثال.

(3)
الكَفُّ عن استعمال الذهنِ كمطرقَة، والقلبِ مع كثرة السّيلان كمِنشفة.

(4)
ابتكارُ سيفٍ لمُهاجمة الوقت كلَّما جاء للنزال.

5))
الركضُ أحياناً، والمشيُ دائماً، كطريقة للتقدّم باستمرار، وبُخطى ثابتة نحو اللاشيء.

(6)
انتظارُ زائرٍ سيأتي ذات ليلةٍ ليطرقَ بابكَ، ويعود خائباً بعد أن يتأكَّد أنَّكَ لست موجوداً.

(7)
إتقان اللعب بجديّة كأسلوب حياٍة تَخشى من نفسها.

(8)
الاستمتاع قدر ما تستطيع بردَّات فعل تبتكر أنتَ أحداثها، ومحاولة غَرز مَسمارٍ في رأسِ كلِّ معضلة.

(9)
تعلمُ الإقامة دائماً، في مسافاتٍ منخفضةٍ تَقع محجوبةً بين السكوت والكلام.

(10)
تركُ الأخطاءِ تَتَراكم بلا مُبالاة فوق بعضها، فهي من ذاتها سَتكتَشِف يوماً ما الصواب.


بعض من احتمالات مؤكدة

1 – اتساعُ وجهاتِ النظرِ إلى أن يُصبحَ حتى العَمى مجرَّد وجهة نظر.


2 – الاستمرار في إضاعةِ الوَقت، مادام في استثمارهِ كارثة.


3 – ظهورُ الأدلةِ كلِّها والبراهين التي كانت ستنقذ معدوماً من حبلِ مِشنقة.


4 – مواصلة الغياب الدائم لكلِّ ما لن يتوقع أحدٌ حضوره.


5- مزيدٌ من تَدريب الكلاب لتقفّي آثار البراءة، واختراع الجريمة قبل ميلادِ أمواتها.


6 – تزايد الأصنام كبدائل أو حلول مؤقتة لوجود الله.


7 – التحضيرُ المتواصلُ لمزيدٍ من المَجَازر التي تُقام كمآدب على شَرَف المُلوك.


8 – أن لا تَعي مُطلقاً لِمَ لَم تكُن الشخص الذي كنت تود أن تَكُونه.



9 – شعورُ القاتلِ أكثر من غيره أنّ الضحية حيَّة ولا يُمكن أن تموت.


10 – تكرار الأخطاء ذاتها، مرَّة بعد مرة، وفي كلَّ مرةٍ تُقسمُ أنَّها سَتكون آخر مرة.


11 – النظرُ إلى الجانبِ المُنتفخِ من ذاتكَ ليس كورمٍ مَرَضيّ، بل کامتلاءٍ طبيعيٍّ يُميّز عادة كلَّ موهوب.


12 – أن تجد مفتاحكَ الضائع بعد أن تكون قد كَسَرتَ القفل.


*نص: علي العمري
*من ديوان: مقامات العذاب

زر الذهاب إلى الأعلى