أنا لا أزالُ أَحمل من ذكريات صباي ذكرى بيتِ صغيرِ صَرَفتُ ساعاتٍ لذيذةً في بنائه من الحجارةِ الصَّغيرة فما انتهيت منه إلا والشمس قد أشرقت على المغيب . لكني بقيت حتى دهمتني الظلمة , وأنا أبتعد عنه ثم أدنو منه وعيني مترعة بالإعجاب وقلبي طافح بالغبطة فقد شعرت أنَّني خلقت شيئا ولولا خوفي من والدي لبت ليلتي بجانب بيتي الصغير .
وما أن انبلج الصبح حتى هرولت إلى البيت أتفقده بلهفة وأتحسس حجارته وترابه بشوق وإذا بوالدي يلمح البيت ويلمحني عن بعيد فيأمرني بلطف أن أهدمه في الحال وأنقل حجارته من هنالك لأنه مزمعٌ أن يحرث الأرض والبقعة الصّغيرة حيث شيدت بيتي . فأنصاع لأمر والدي وفي العين دموع كأنَّها الجمر .
هذه حكايتي الصَّغيرة مع بيتي الصَّغير