مطرٌ..مطرٌ.. وصديقتُها
معها، ولتشرينَ نواحُ
والبابُ تئنُّ مفاصلُهُ
ويعربدُ فيه المفتاحُ
شيءٌ بينهما.. يعرفُهُ
اثنانِ، أنا والمصباحُ
وحكايةُ حبّ.. لا تُحكى
في الحبَّ، يموتُ الإيضاحُ
الحجرةُ فوضى .. فحُليُّ
تُرمى.. وحريرٌ ينراحُ
ويغادرُ زر عروتهُ
بفتورٍ ، فالليلُ صباحُ
الذئبةُ تُرضع ذئبتها
ويدٌ تحتجُّ وتحتاجُ
ودثارٌ فرَّ.. فواحدةٌ
تُدنيه . وأخرى ترتاحُ
وحوارُ نهودٍ أربعةٍ
تتهامسُ، والهمس مباحُ
كطيورٍ بيضٍ في روضٍ
تتناقرُ .. والريشُ سلاحُ
حبَّاتُ العقدينِ انفرطتْ
من لهوٍ ، وانهدََّ وشاحُ
فاللحمُ الطفلُ ، يخدَّشهُ
في العتمة ، ظِفرٌ سفّاحُ
وجُزازةُ شعرٍ.. وانقطعتْ
فالصوتُ المهموسُ نباحُ
ويكسَّرُ نهدٌ واقعهُ
ويثورُ ، فللجرحِ جراحُ
ويموتُ الموتُ.. ويستلقي
مَّما عاناهُ المصباحُ..
*
يا أختي ، لا.. لا تضطربي
إنيّ لكِ صدرٌ وجناحُ
أتراني كوَّنت امرأةً
لي تمضغَ نهدي الأشباحُ
أشذوذٌ.. أختاهُ إذا ما
لثم التفّاح التفاحُ
نحنُ امرأتان .. لنا قِممٌ
ولنا أنواءٌ.. ورياحُ
*
مطرٌ.. مطرٌ.. وصديقتُها
معها ، ولتشرينَ نواحُ
والبابُ تئنُّ مفاصلُهُ
ويعربدُ فيه المفتاحُ
المزيد من قصائد نزار قباني