عائلة مؤجلة – حامد عاشور

ليسَ لديكَ امرأة
لكنك بطريقةٍ مبتكرة
ستعلقُ صورةً لشجرةٍ
ثم تضحكُ للعائلة
التي كان ينقُصها سماد ظهركَ
وليونة زائدة في مفاصلِ قلبك
ليصبحَ وجودها مُمكناً.

محاولةٌ ليستْ سهلة
أن تدربَ لسانَك على النطق
وأن تحل العقدة في حبالك الصوتية
صارَ بإمكانك أن تصرخ
لكنك الآن
وحيدٌ تماماً
وستمنحُ حبالك الصوتية
لفرسٍ صهباء
تصهلُ
مع الخيولِ الشاردة

بإمكانك أن تُخيط صُراخاً
أو أن تَربط دلواً بحبالكَ
ثم تُسقطه
في البئرِ
هكذا ترمي صوتَك
وتسحبُ صداك
دون أن يشعرَ بك أحد ..

ليس لديكَ امرأة
ولا كتاب
مع هذا
لديكَ سرير
وعليك أن تقطعَ سريراً كاملاً كل ليلةٍ بِمفردك
من أجلِ الوصولِ إلى شربةِ ماءٍ
في جهةٍ مجهولةٍ
على السرير نفسِه ..

ليسَ لديكَ امرأة ولا بيت ولا كتاب
مع هذا
اقتنيتَ باباً للبيت
وباباً للكتاب
وباباً للاحتمالات الواردة

الرجل الذي بلا امرأة
يفتحُ الأبوابَ كلها
ويبقى، هو،
مُغلقاً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى