هل رسموني هنا
كي أُزيِّنَ الجِدارَ في غُرفةِ المَعيشة؟
وتَسيلُ مِنّي ملامحي؛
ضاحِكة
عابِسة
غاضِبة
مُستَبشِرة
حَزينة
عاشِقة
ملامحي الغجريَّة الحارَّة في الغرفةِ الباردة
في مِنفضة السجائر فوق الطاولة
على قماش الستائر
في ثَقبِ الباب
ملامحي الملوَّنة بالباستيل
فوق الأريكة البيضاء؛
تلكَ التي لَم تمدّْ كفَّها لنبوءات العرّافات
لم تُلقِ بفُتات الخبز للعصافير من الشبابيك
لم تَفتح أزرار قمصانها العلويَّة للندى
لم يَنْحَل خَصرُها مِن الرقص
في الليالي التي اكتمل فيها القمر
لم تَشْهَق لرؤيتك
لم تَعشَقكَ
الأريكة البيضاء الحياديَّة؛
تلكَ التي لَمْ تتوقَّف عَن طِلاء أظافرِ قدميها
بالأحْمَر
عِندما أعلنوا موتي في نشرةِ أخبار الثامنة.
هل رَسموني هنا؛
على الجدار
في غرفة المعيشة
كي أنتحِبَ بكاءً
عَلى مَوتي؟
448 أقل من دقيقة