حكايات الطرائد وقصائد أخرى – باسم فرات

حكايات الطرائد

في غابات إفريقية
أنقذتُ أسداً من الموت
وضعتُ دموعي على جراحهِ فالتأَمَتْ
قطيعُ ذئابٍ حَاصرني

أخبرتُهم أنَّني غريبٌ
وإخوة لكم يَنهشون البلاد
هَرَبوا وعلى قميصي تَرَكوا عواءهم
لأستأنسَ بهِ

في منابعِ النيل صارعتُ جنيَّات ودببة
وتماسيح عَطشى لعذراوات
ذكرياتي حمّمتُها بشلالاتٍ بَكت طويلاً أمامي:
ألبسوني اسم ملكٍ بَعيدٍ
لأنّي الشاهد على حكايات الطَّرائد
وفي الجبلِ دَفَنوا اسمي
فوقَ خط الاستواء
وهَتَفوا للتاجِ المُسربلِ بالضَّباب.


الساموراي

يَعتمرُ خوذتَهُ
يمتشقُ سيفَهُ
الذي يكادُ يُنافسُهُ
على قِوامِهِ
يتمنطقُ بالفولاذِ
إنّهُ بكاملِ أبّهتِهِ
فيهِ رائحة ُ التاريخِ
وبقايا غُبارِهِ
ولأنَّهُ لم يجدْ فُرساناً
ليقاتِلَهُم
خَصّصوا لهُ ركناً
في المُتحفِ
وفي المَهرجاناتِ
تراهُ يجلسُ على صخرةٍ
قربَ قصرِهِ
أو يقفُ في زاويةٍ ما
تُلتقط ُ لهُ الصورُ التذكاريةُ
مع الأطفالِ
وفي أحسنِ الأحوالِ
يَتبَخترُ أمامَ الزوار
وفي المساءِ
عندما تنفضّ العوائلُ
إلى مَهاجِعِها
يُجَرّدُ من أبّهتِهِ
ويُركَنُ
في زاويةٍ شُبهِ مُظلِمَةٍ
في مُتحفٍ ما
بانتظارِ
مَهرجانٍ
جديد.


طين المحبَّة

المساءات المَليئة
بنفايات الحُروب
تطرقُ بابي عَمداً
أستلُّ من أُفقي
أُفقاً آخرَ
وأرسم
بالحسرات
ما يشتهي الطيرُ من السماء
أُدوّنُ طين المحبةِ
حذراً
أن ترصدني طعناتُ
من مسحتُ
عن إزارهم الخوف
وآويتُ أحزانهم
فرموني بوشاياتهم.


*نص: باسم فرات
*المصدر: مجلة الأديب العراقي، ع26، شتاء 2021م.

زر الذهاب إلى الأعلى