هدوء صاخب_آريان علي*

بلدان:

مقبرة
تدفن فيَّ الاشياء .. تتحطم كعظام الياسمين حين تداس بالارجل .. أرش نبيذ دمي ببعض روائح الجلوس والسكوت…. اجمع الرخام حول نسمتي و الاماكن المذنبة بالذكريات. أسمع خطاي حين اقترب من ضوء الشمس على الشوارع … يالها من خيانة عظمى ..كيف يمكنني ان ألمس الشمس.. أنا مقبرة كبرى..

أغنية حالكة
صمت هذه الاغنية غريب على روحي وفمي .هذه الاغنية حالكة جدا… لا اريد ان افهمها ولا ان ابحث عن ترجمتها .. لا اريد ان اسمع خيبة اللغة ومحاولاتها البائسة .. ليس هناك ابدا قصيدة تنتمي الى هذه الموسيقى .. ولا شاعر يستحق هذا اللحن.. . لأمت هنا … سأؤول كل القصائد التي كتبت … وساسمع الكلمات التي لم تقل سأقتل كل الفلاسفة هنا .. سأمزج الفراشات بالدم .. اقطع اذرع الورد … أشم رائحة الليمون .واعصره في عيون العصافير ولان العدم يستفز علاقة اذني بذاكرتي .. سأكتب نصا أخرق .. .ولكن ما من شيء ينتمي حقا هنا كل فلسفة العالم و كل ما فيها … لا يجعد الليل مثل هذه الأغنية الحالكة …

فردوس القمامة

تحت جبال من القمامة
كنا نسبح إسهالاً..إسهالاً ..
ننجو من القبائل والمفارش..
وزلاقة الحياة..
من الملثمين بالماضي …
من اختناق البقاء ..
متسائلين عن تاريخ الروائح
في هذه المدن..
هل يتعفن عنب أم نبيذ يعتق؟
حين كنا نتجرد من اشتهاء الهدنة ..
والبلاغات الخادعة
نشاهد الحرب من أجنحة الزوايا ..
لم نكن نعرف..
أكنا نشاهد ذلك من اجل لذة المعنى ؟
أم لنتفرج على النهاية من قرب ؟
تقمصنا الوجوه كلها، الأدوار والنهايات ..
الخسارات كلها …
تعلمنا سماع موسيقى الحوائط
وأن نكتب عن شجرة الزيتون أغنية
أن نعض على أضلع القافية
لا شيء غريب هنا .. بعد ذلك
هكذا كبرنا …وملأنا اللاشيئ ببعض الفراغ والألحان

هدوء صاخب

لا أريد لهذه الليلة أن تشرق .. ولا لهذا الحزن الجميل أن ينتهي.. ضعيف جدا كي لا أرجو الآلهة هذه الليلة .. أن انحني بكل عظامي المهشمة .. فليقف الزمان هنا .. حيث لا حياة ولا موت ..لا خسارة ولا إنتصار .. فلتبق الفراشات نائمة ومتمددة كذكريات قطار … فلتبق الآمال في غفواتها.. في هذه المدينة المهملة كأطراف الكون … في حضرة هذه الموسيقى المستلقية على روحي… أريد بقائي أذنا الى الأبد …
فلتنم دقات الحياة ، فليستمر الوتر نازفا كتعابير طفل أبكم … فاليأكل الدخان كل ملامحي وشوائبي .. فأتوجع وأنسى ألف وجع…
……………………………………………………………

* آريان علي:…
شاعر كردي من مدينة خانقين العراقية المطلة على نهر الوند من مواليد 1998 بدأ الكتابة بسن الخامسة عشر وهو يعتبر أحد أصغر الشعراء الكرد

يكتب باللغتين العربية والكردية..تمتاز نصوصه باصطياد تفاصيل الحياة اليومية والصور من الشوارع والأرصفة ..يسعى الى اكتمال الفكرة والصورة مع وجع لذيذ ينساب في اوردة كتابته ..
طالب في قسم كلية الطب البيطري جامعة السليمانية
وأحد أبطال العراق المصنفين دوليا في لعبة الشطرنج

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى