هذه الليلة أقضم ما تبقى مني
أبدأ من أظافري
أنزعُها كشوكِِ
لا تؤلمني أسناني
ولا أرى دمائي
عيوني فقط تحدق بغرابة
ما الذي يحدث يا هذا ؟!
تأكل ماتبقى منك
تأكل ذاتك
يا لهذه الوحشية
من أنت ؟ من أنا ؟
أنتهي من آخرِ قضمةٍ،
لِتعود كما كانت كل صباح
وكل مساءٍ آكلها من جديد
يا لِهذه الغرابة
***
بعد المطر
كانت الأمهات في الحقول
يرتدون ألوانًا زاهية،
يغنون في موسم الحصاد
عن ثمار الحنطة
يغنون لأزواجهم البعيدين في الغربة
ترتفع أصواتهم هكذا
“حصدنا فرحنا و أنتم تبكون فقد رائحة السنابل”
متى تعودون نغرس المعاول من جديد في البساتين “
الآن مازال الأمهاتُ في الحقول
لكنهم فقدوا ألوان ملابسهم
يغنون لأبنائهم
متى تنتهي الحرب؟
نجلس على مائدة واحدة
متى الأفراح تزورنا ؟!
مرةً واحدة
***
من يسأل عنا يا إلَهِي؟
حينما يرعبنا الوجود
يفرقنا أرواحنا
متمهلاً يَقصِل أجسادنا
من يسأل عن معاناتنا؟
عن دموع ألمنا،
عن سهاد عيوننا
عن سُقمِ أجسادنا
من يسأل عن خوفنا ؟
من عتمة الليل
زرقة الصباح
المقابر
الوحدة
خوفنا من الهلاك
من الجحيم
و من شياطينك يا إلَهِي
من يأخذ بأيدينا إلَهِي ؟
وسط هذا الوحل
حين نفقد وجهتنا
حين تتعدد الدروب
وتأفل النجوم
و نصاب بالعمى
من يسمع يا إلَهِي ؟
مناجاتنا
صراخنا
تناهدينا
توددنا
يا إلَهِي
من؟ من يا إلَهِي؟
***
فهد فيصل ثوابة
اليمن – الجوف