الوسائد لازالت تهرب من تحتي، تهرب من رأسي المثقل بالقلق والشعر وماتبقى من الصداع. الوسائد تهمس لبعضها البعض “قريباً ستهوى السماء على الأرض؛ عندما ينتهي العالم ؛علينا أن نتخذ مخبأ آمناً”.
أو أنا ماذا أفعل في تلك اللحظة، هل ستتركني أخرج للعالم هكذا بشعر منكوش وبطن منتفخ؛ أنا متعبة وخائفة، الوسائد تعرف أكثر مني.
لماذا لم تخبرني كما أخبرت الوسائد أن العالم سينتهي قريباً والسماء ستهوى على الأرض، الوسائد تهرب من تحتي لتكون طائرة من الوسائد المجنحة وترفض أن تسمح لي بالركوب.
تطلق نفسها من الأكياس وتتطاير نتف القطن لتختلط بالسحب، العصافير الصغيرة تمتطي القطن لتهرب في الطائرة، وأنا مازلت مسطحة على سريري، أبحث عن نسمات صغيرة من الهواءتخترق أنفي المغلق لتصل إلى الصغيرة بداخلي.
العصافير لا تعرف أن ثمة طريقة آخرى للطيران غير أجنحتها، لأول مرة تجرب أن ترى السحب دون أن تكون بداخلها.
العصافير تقفز من الطائرة لتحط من جديد على سريري. الطائرة حزينة بلا ركاب؛ تتناثر نتف القطن لتبحث عني من جديد. ربما عرفت أن النبوءة لن تتحقق والعالم باق لأيام أخرى قادمة، وأن منزلي هو المنزل الآمن.
سأسامح الوسائد والعصافير لو تكوّم القطن أسفل ظهري ورأسي، وقذفت العصافير الهواء فيرئتي.
بالريموت الصغير أتحكم في العالم أمامي على الشاشة، أي عالم أرغب فيه أكثر، أربت على نتف القطن والعصافير الصغيرة وأجمعها حولي في محاولات مني لإقناعها أن العالم باق؛ انظروا هاهو الممثل الوسيم يقبل الفاتنة الشقراء ويسرب أصابعه أسفل ملابسها الداخلية بنهم، الرجال في قارة بعيدة يشيدون بنايات مرتفعة لتستوعب عدداً أكبر من السكان، المزارعون في بلدة قريبة يجمعون محصولهم من الخضروات، المرأة في المسلسل الممل تشتري الخضروات وتفتح عليها الماء لتطعم أطفالها، وزراء ورؤساء يهددون بحرق العالم ..أغير القناة سريعا، لكن العصافير تستعد للطيران من جديد.. ونتف القطن تتململ من استقرارها تحتي، يبدو أن الطائرة ستقلع من جديد ومحاولاتي في إقناعهم أن العالم باق لم تفلح…
هل ستتابع معي الحلقات الجديدة من (ذا فويس)؟ ستبدأ حالاً وتنتهي قبل أن تنفجر الطائرة القطنية من جديد.