كانتْ رأسُه تَختبِئُ في خوفٍ تحتَ ظلِّ الْمِصباحِ.
أخْضرُ اللّونِ، عيناهُ حَمراوانِ.
ثَمّةَ عازِفٌ لا يتحرّكْ.
إنّهُ نائِمْ؛ يداهُ الْمَقطوعتانِ تَعزفانِ على الْكمَانْ لتُنسِيَانِهِ بُؤْسَهْ.
سُلّمٌ لا يُفضي لأيِّ مكانٍ يتسلّقُ مُحيطَ الْبيتِ.
بَيتٌ لا أبْوابَا له ولا شَبابيكَ حَتّى.
فَوقَ السّطحِ نرى ظِلالاَ تتدافعُ في هيجانٍ داخلَ الْفراغِ.
تَسْقُطُ الْواحِدةُ تِلوَ اْلأُخرى دُون أنْ تُقْتَلْ.
ثُمّ تصْعَدْ بِسُرعةٍ عَبْر السُّلَّمِ مُجَدَّدَا.
وتُعيدُ الْكَرّةَ مَأْخُوذَةً أَبَدَا بِسِحْرِ الْمُوسِيقِيِّ الَذي يَعْزِفُ دَوْمَا على الْكَمَانْْ بِيَدَيْهِ اللّتَيْنِ لا تَسْمَعانِه..
449 أقل من دقيقة