قصائدي التي أحاول نَثرها إليكَ، تقف على قدمٍ واحدةٍ، عرجاء في مشيتها – أو هكذا تبدو – تتحامل تارةً على جِراحها النازفة، وأحيانا تُنكر الألم الصادر عنها، وتواصل سيرها، وكأنَّ كارثةً لم تمر من هنا.
أُقر بعجزي خشية أن أبتلع خيبتي فيكَ، رغم نضجي وسذاجة حبكتكَ، رُغم أنّكَ لم تكن فجعيتي الأولي ولا خساراتي الفادحة؛ إلا أن صعوبة ما بالأمر أجدها، ربما لمحاولتي في تخطيكَ كلياً كأنَّك لم تكن.
سأكفّ عن تبرير الأمر وتحليله، فلم أعد أملكُ حزناً كافياً، أمنحه لروايتكَ الحمقاء..
بالكاد أنجو منكَ كلَّ نهار، ثم أنهزم عند التاسعة مساءً، ألعنُ الوقت، وصوتكَ المُتراقص في مخيلتي كحبل نجاةٍ أخير، “أنا لا أريد النجاة عند حبالكَ الذائبة”، لا أملك مزيداً من العُمر يكفي لإهداره عند بابكَ الموصود..
في آخر قصائدي.. كنتُ أطرد كلماتكَ، ألحانكَ، وكلّ ورودكَ الذابلة خارج غرفتي. بل كنت أنفض عني رائحة تبغكَ الرخيص، وتلك الندبة التي تركتها خلف أذني، والتي أصبغها كلّ ليلة بلون جلدي لتعود جزءاً مني، ويزول أثركَ تماماً، ثم أنظر لنفسي في المرآة بعد أن تنصّلتُ كلياً من غمامتكَ، وأهمس (لازال ضوئي أخاذاً بما يكفي لأن ينقذني من معانقتكَ مرة أخرى).
أواصل طقوسي برذاذ (العود الأبيض) الذي خُلقت من ذراته، لأكتب قصيدة أتغزل فيكَ بها، وفي نهايتها أقتلكَ بدمٍ بارد، وأنا أتلو صلواتي المَطيرة وألعنكَ ثلاثة آلاف مرة، ثم أنظر إلى السماء، أغمض عيني، وأُتمتم: (آمين)!
ستطهرني دموعي منكَ، كتائبٍ من ذنبٍ لا يُغتفر، قد أقلع عنه بندمٍ شديد.
أعرف أن النزيف لن يتوقف، وأن الألم باقٍ – ربما إلى الأبد- ليُذكرني بدراما ندمي الأكبر على كلِّ مرةٍ منحتكَ فيها شيئاً من حياةٍ ولذةٍ، شيئاً من الأمل، ومذاقه!
أنت.. كغيركَ من الجبناء، تتلذ بعذاباتكَ، آهاتكَ، وتمارس تلاوة قصائدكَ في الجحيم دون أن تعير النجاة اهتماماً، وكأنَّكَ شيطان خُلقت من نارٍ، وألمٍ ومعاناة.
أنت موت بأرديةٍ متعفنة، وأنا حياة بكلِّ أزيائها الفاتنة.
لذا – يا عزيزي – كان هذا حتماً عناقاً باطلاً، منذ اللحظة الأولى!
*نص: سارة عزب