تنهال تحليلات الجهابذة كانهيال دموع أمهات المحاربين، وزوجاتهم، وحبيباتهم وأولادهم.
هناك من يصلي صلاة استسقاءٍ للحرب، وآخرون من يناجون النووية، وشرذمةٌ تستعرض ذكوريتها بنكت سامجة.
ليس مستغربًا انقسامُ الشعوب العربيةِ بين مؤيد لبوتين ضد الامبريالية، والفريق المناهض باسم المدنية، وبين من نصَّب نفسه ضميرَ الأمة فيحاسبُ كلَّ من سولت له نفسه التفاعلَ مع الحرب الأوكرانية و “نسيَ” القضية الفلسطينية.
هناك من رسم طريق الحرب العالمية وآخر بصَمَ أنها قاب قوسين أو أدنى، والجميع تغافل عن حقيقة أن هذه البقعة لم تشهد فترة استراحة وسلم، نسيَ لأن الشعوب العربية معروف عنها أمرين؛ الجهل وذاكرة السمكة.
جُلُّ ما أضحكني اليوم هو رسالة صديق يعرب عن رغبته في المحاربة في أوكرانيا.
ورغم تحليلات الجهابذة، لم يتوقع أحدٌ أن يرميَ الرئيسُ الأوكراني بدلته الرسمية ويرمي نفسه إلى ساحة المعركة، ولأننا غير مألوفين على هذا المشهد إلا في الأفلام والمسلسلات، قام جهابذة آخرون بوصمه بالممثل.
حسنًا، قد تنشب فعلا حرب عالمية – على فرض أن ما يحدث منذ ثلاثين عامًا كان نزهة في مدينة ملاهي – وقد يحصل مراد السوداويون وينتهي العالم على شكل سحابات نووية… قد… لكن أيضًا قد تتكبدُ روسيا خسائر فادحة وتضطر للجلوس على طاولة مفاوضات، وتتراجع الصين عن فكرة غزو تايوان بعد دراسة الخسائر الروسية على الأراضي الأوكرانية.
أيضًا، وأكرر “قد”.
في الحرب، كل الاحتمالات مفتوحة، ساحةٌ بلا سقف، ربما تصعيد لحرب عالمية ونووية، وربما سلم بغمضة عين.
الخاسر الثابت والوحيد في الحرب هم المدنيون.
وسننسى، نعم سننسى وننشغل بمصيبة أخرى، هذا إذا كُتب لنا عمرٌ بعد أول وآخر قنبلة نووية.
ولا أحد سيمسح دموع الأولاد… الحبيبات… الزوجات… ولا دموع الأمهات.
*تدوينة: مشاعل بشير