حادي النوق من حجرٍ إلى جوٍ، ونصوص أخرى – ماجد سليمان

مكثوا يصرخون بلا صوتٍ، وهم يجمعون أحلامهم ويحشرونها في صندوق النسيان

أشخاص:
بلدان:

حَادِي النُّوقِ مِن حَجْرٍ إِلَى جَـوّ

مِئَاتُ الرَّاجِلِينْ

فِـي ثِيَابٍ صَفْرَاءَ

وُجُوهٌ تَـحُكُّ حُزْنَـهَا بِالرِّمَالْ

دَخَلُوا مِن جَانِبٍ مُهَدَّمِ مِن أَسْوَارِهْ

يُوغِلُونَ فِـي اللَّيْلْ

كَأَشْبَاحٍ عَارِيَةْ

تُؤلـِمُ مُنْحَنَيَاتِ الطَّرِيقْ

– –

أَيْدٍ تَتَحَرَّكُ دُونَ إِرَادَةٍ مِنْهَا

أَبْدَانٌ نِصْفُ نَاهِضَة

فَجْرٌ انْتَزَعُوهُ مِنْ فَجْر

سَفَرٌ أَوْلَـجُوهُ فِـي سَفَر

نَسُوهَا مُغْمَضَةً أَعْيُنُ النُّجُومْ

عَلَى أَذْرِعٍ مُسْدَلَةْ.

– –

الغَسَقُ، الغَسَقْ

يَرْجِمُ الأَبْصَارَ الـمَائِعَةَ

وَلَا أَعْيُنَ

فَتُفَرِّقَهَا مـَجَادِيفُ النَّهَارْ

فِـي مَعْبَرِ القَوَافِلِ الـمَنْسِيَّةِ

بَيْنَ أَشْجَارٍ لا تَبْتَسِمْ

وَوُجُوهٌ مُبْتَلَّةٌ بِالتّعَبْ.

حاشية النص:

*حَجْرُ اليمامة (مدينة الرياض حالياً).

*جَوّ اليمامة (مدينة السّيح حالياً)

***

سَمَاءٌ لا تَختَالُ بِالمَغِيْب

مِن مَقعَدٍ فِـي الـحَافِلَةْ

يَـمْتَدُّ بَصَرِي

إِلَى فِتْيَةٍ تَشْهَقُ ظِلَالُـهُمْ

إِلَى شُيُوخٍ يَتَقَاطَرُونَ مِن الـحَارَاتِ الأُولَـى

يَفْرُكُونَ أَعْيُنَهُم

يَتَأَكَّدُونُ أَنَّ النَّهَارَ جَلَيّ

يُـجَرْجِرُونَ خَلْفَهُم حَقَائِبَ الـمَرَضْ

بِأَيْدٍ مُرْتَعِشَةْ

يَدفَعُونَ نُقُودَاً مَعْدِنِيَّةْ

يَـحْتَمُونَ بِشُقُوقِ الآطَامْ

يُدَخِّنُونَ قُرْبَ الـجُدْرَانِ الـمُهَدَّمَةْ

هَارِبِيْنَ مِن لَـهِيبِ الـمَصِيرْ

أَحْصِنَةُ غَرَائِزِهِم

تُبَعْثِرُ أَغْصَانَ الأَحلَامِ فِـي رُؤُوسِهِم

أَدْخَلَتْهُم

أَنْفَاقَ الأَسَفِ لِشُهُورْ

إِلَى مَعْبَرِ الـمَنَايَا

يَـخْطُفُهُم رَصَاصُ الـهَرَمْ

بِبَنَادِقِهِ العَمْيَاءْ

حَيْثُ السَّمَاءُ لَا تَـخْتَالُ بِالـمَغِيب

-2

مُرْدَانُ الرَّابعَةِ سَهَرَاً

مُرْدَانْ

عَمِيْقَةٌ نُفُوسُهُم كَالبِحَارْ

رَكَلُوا صَبْرَهُمْ

وَرَمَوْهُ أَرْضَاً.

مَكَثُوا وَقْتَذَاكَ يَصْرُخُونَ بِلا صَوْتْ

وَهُمْ يَـجْمَعُونَ أَحْلَامَهُمْ

وَيَـحْشُرُونَـهَا 

فِـي صُنْدُوقِ النِّسْيَانْ.

رَأَيْتُهُمْ

يَقْرَعُونَ طُبُولَ الضَّجَرِ 

بِاتِّـجَاهِ الـمَوْتِ القَرِيبْ.

رَأَيْتُهُمْ

يَقِفُونَ فِـي الظِّلِّ القَصِيرْ

قَامَاتـُهُم مَائِلِةٌ

عَلَى نَـهْرِ الصَّمْتِ الطَّوِيلْ.

رَأيْتُهُمْ

يَقْطَعُونَ تَذَاكِرَ إِلَـى الـحُرُوبْ.

رَأيْتُهُمْ

يَتَسَوَّلُونَ فَرَحَاً مُـمْكِنَاً فِـي الأَرْضْ.


نصوص: ماجد سليمان، شاعر من السعودية

زر الذهاب إلى الأعلى